سعيا منها إلى إشراك جميع الفاعلين وقادة الرأي وكذلك كافة المواطنين بولاية لعصابه والاستماع إليهم حول مختلف القضايا التي تهم الساكنة واستمرارا منها في أحياء قيم الحوار والنقاش وإثراء روح التعاطي وتبادل الآراء والأفكار مع تنويع الضيوف ؛قامت وكالة كيفه للأنباء بإجراء حوار مع الوجيه والفاعل السياسي السيد محمد الأمين ولد محمد الشيخ الملقب أخيارهم وقد تناولنا معه جوانب مختلفة أجاب عليها في نص المقابلة التالية:
وكالة كيفه للأنباء : تعيش مدينة كيفه منذ ثلاث سنوات على وقع أزمة عطش خانقة كما تعرف انتشارا للقمامة غير مسبوق فما هو تعليقكم وما ذا يمكن للمنتخبين والأطر والوجهاء فعله لمساعدة السكان في هذين المشكلين؟
محمد الأمين ولد محمد الشيخ: أود في البداية أن أشكر وكالة كيفه للأنباء على إتاحة الفرصة وأحيي هذا المجهود الرائع الذي يبذله طاقمها خدمة للسكان ولقد شكلت بامتياز رئة الجماهير التي يتنفسون بها في ولايتنا ودفعت باهتمامات السكان وناصرتهم بكل جرأة وقوة.
إن أكبر مشكل تعيشه مدينتنا الكبيرة هو مشكل العطش وهو الكابوس الجاثم على صدر كل مواطن هنا ولا أحد يحرك ساكنا سعيا إلى معالجة هذا المشكل الذي يشكل التحدي الرئيسي للسكان وحول حياتهم إلى جحيم ؛فلا المنتخبون ولا الأطر ولا الوجهاء قاموا بأي خطوة في حلحلته، وقد كان من واجب هؤلاء أن يدشنوا حملة تعبئة واسعة وقوية اتجاه الحكومة واتجاه كافة الفاعلين وحشد الوسائل المادية والبشرية من اجل تخفيف وطأته على السكان فلابد لسكان هذه المدينة أن يشربوا ولو من المحيط ذلك حقهم، غير أن لا حد يصغي ،كان عليهم أن يأخذوا الدرس مما فعله رجال تجكجه التي تعاني من نفس المشكل.
وبالعودة إلى الجزء الثاني من سؤالكم فاعتقد أن مشكل الأوساخ يأتي كأكبر مشكل بعد العطش و وهو تحد كبير للمدن الكبرى غير أن مدينة كيفه باتت بوضع لا يطاق واحتلت القمامة كل مكان ،ويبقى المجهود المبذول في نظافة كيفه ناقصا إلى حد كبير وهي مسؤولية البلدية والسلطات والمواطنين ودون تعاون هؤلاء جميعا لا يمكن التغلب على هذا المشكل. ولاشك ان العادات البدوية التي يصطحبها المواطنون معهم إلى المدينة تفاقم مشكل الأوساخ وظل الغائب على تعاقب البلديات هو التخطيط والاستيتراتجية التي تمكن من نظافة دائمة وناجعة وأعود لأكرر أن إهمال المنتخبين والأطر وجميع الشخصيات ذات التأثير هي أم المشاكل بالمدينة.
وكالة كيفه للأنباء: تشهد ولاية لعصابه عموما ركودا كبيرا في جميع الميادين وكل القطاعات تعاني ويتجذر في اعتقاد السكان أن السلطات الحاكمة تهمش هذه الولاية فبم تردون؟
محمد الأمين ولد محمد الشيخ:السكان محقون فيما يذهبون إليه على هذا الصعيد وأنا واحد منهم ،حيث تغيب العدالة في توزيع الثروة وتقسيم المناصب وفي خريطة المرافق والمشاريع التنموية وهنا أدق ناقوس الخطر في مجال التعليم الذي يعيش أزمة خطيرة على مستقبل البلاد وناشئتها ولا سبيل للخروج مما نتخبط فيه من مشاكل إلا بتحقيق مستوى مقبول في مجال التربية والتعليم.
وكالة كيفه للأنباء: مثلت مدينة كيفه عبر التاريخ معقلا للأفكار التقدمية وأخرجت صورة رائعة للاندماج الاجتماعي والتنوع قبل أن تتشرذم إلى شيع وقبائل فما هي الأسباب وكيف تتصور طريقة عودة ذلك المشهد الجميل إلى هذه المدينة؟
محمد الامين ولد محمد الشيخ: صحيح لقد عاشت مدينة كيفه عصرا ذهبيا امحت فيه المظاهر القبلية والفيئوية وتقدمت المدينة بسرعة نجو الاندماج الاجتماعي وأكسبها تنوعها الكثير من الحيوية الازدهار فشكلت معقلا للأفكار الوطنية التنويرية وقدمت نموذجا رائعا في التعايش والوحدة والأخوة، غير أن أمواج الهجرة الريفية في السبعينيات حولت المدينة إلى تجمع حضري بدوي كبير وبدأ التراجع فنمت قيم جديدة فتفرقت المدينة إلى قبائل ومجموعات وسادت سيطرة المصالح الخاصة والضيقة وانطلقت ثقافة المنفعة والتقوقع على الذات، وقد وجدت هذه الانتكاسة البيئة المناسبة حيث تراجع دور الدولة وماتت قيم المواطنة واستعاد المجتمع التقليدي مكانته بما ينطوي عليه من أساليب وعادات متعارضة من شروط الدولة الوطنية المدنية.
وكالة كيفه للأنباء : يوجه سكان مقاطعة كيفه انتقادات واسعة لأطرهم ومنتخبيهم وحتى قادتهم التقليديين ويتهمون الجميع بالتخاذل عن مناصرة الجماهير في قضاياها الحيوية اليومية فهل هم على حق؟
محمد الأمين ولد محمد الشيخ: أأكد ان هؤلاء المواطنين على حق وهذا الموقف الشعبي دليل على فشل المنتخبين والأطر في تحقيق الحد الأدنى من طموحات الجماهير كما أن عدم وجود إرادة سياسية حقيقية للنهوض بالسكان زاد من تعاظم خيبة الأمل والتشاؤم.
اللوم أيضا يرجع إلى السكان في جانب من ذلك الذين لا يمتلكون الوعي اللازم لمواجهة مشاكلهم .
وكالة كيفه للأنباء : كيف تقيمون النظام الذي يحكم موريتانيا اليوم ؟
محمد الأمين ولد محمد الشيخ: هو نظام محترف أحيانا ومرتبك أحيانا أخرى ، يتنبى حملة دعائية دائمة ويمتاز بالعشوائية والارتجال في الخيارات.
انجز الكثير من البنى التحتية وأهمل كثيرا البنية الفوقية.بنى جيشا محترما وأضر كثيرا بالتماسك الأهلي والوحدة الوطنية. في أيامه انتشرت البطالة وتفاقمت أزمة التعليم وحارب الفساد بالمفسدين.
وكالة كيفه للأنباء: ماذا بقي من محمد الأمين ولد محمد الشيخ" الكادح"؟
محمد الأمين ولد محمد الشيخ : صحيح أن الكثير من الإكراهات والأوضاع الاستثنائية غيرت في الكثير من أشكال الممارسة ، لكن الذي يبحث في كنهي ووجداني يجدني أومن دائما بأن مستقبل هذه البلاد مربوط بوجود دولة قوية ديمقراطية وتقدمية وأن الطريق إلى ذلك يمر حتما بتوزيع عادل للثروة وتوطيد الوحدة الوطنية وبمساواة كل أبناء الوطن في نفس الحقوق والفرص.
وإن ذلك النهج هو المحصن ، المخلص وهو الطريق إلى تحقيق الاستقرار والتنمية.