عامُ مضى على بداية الحديث في موريتانيا عن ذهب غزير في عمق الصحراء، انتشرت حمى التنقيب وسط شائعات تقول إن الذهب متوفر لدرجة الانتقال من الفقر إلى الثراء الفاحش بين عشية وضحاها، لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دورها في تحريك عشرات آلاف المواطنين من مختلف مناطق موريتانيا نحو قلب الصحراء.
قلبت جيوش المنقبين صحراء إنشيري، وحولتها إلى حفر وخنادق بعد أن ظلت لقرون عديدة أرضاً منبسطة تتحرك فيها قطعان الإبل وقليل من السكان الأصليين، أولئك الذين يكرهون الذهب نتيجة عادات وتقاليد تعده من الأشياء المشؤومة، ويجب على المرء أن يتفادى لمسه أحرى البحث عنه.
اليوم انتقلت جيوش المنقبين إلى صحراء تيرس الزمور، بعد أن تعززت بمئات القادمين من بلدان عربية وأفريقية، كالسودان والنيجر ومالي، وهم أناس يملكون خبرة كبيرة في التنقيب عن الذهب بالأجهزة والوسائل التقليدية، ولكن هذه الجيوش واجهت جيشاً آخر أكثر تنظيماً، حين دخلوا في المنطقة العسكرية المغلقة، لقد أصبحوا ينقبون عن الذهب في حضن الموت.