نساء موريتانيا أكثر من يحقق للشيطان رغباته

أربعاء, 2017-03-01 08:52

الطلاق ” ليس سهلا إنه خدش في جسم الحياة يبقى طول العمر ” وهو ” الرصاصة الأخيرة في الحرب بين الزوجين ” ، ولكن هذه القواعد ليست على إطلاقها في مجتمعات البيظان ، حيث تتميز ظاهرة الطلاق في المجتمع الموريتاني بعدة مميزات تخصها خلافا لثقافات العالم .

إذ يعتبر الطلاق أمر بدهيّ ولا يثير أي غرابة ” إل غل اثنين يفتصلو ” ( اذا لم يكن وفاق ففراق ) إذا مارغب أحد طرفي الزواج في في ذلك ، ولكن الغير مسموح به هو تعدد الزوجات ، أو استبدال زوج مكان زوج ،والأول على ذمة العقد ، مع أن الشريعة تجيز ذلك ، ولكن العرف الإجتماعي يأباه . ومن المفارقات الغريبة أن المطلقة الموريتانية تُستقبل بالاهازيج والزغاريد والرقص والموسيقي بنفس الطريقة التى تستقبل بها ليلة عرسها وهي عادةُ مايعرف بـ “التحراش” إذ لا يعتبر موضوع الطلاق حدثا يستحق الحزن كما الشأن في بلدان كثيرة ، بل يعتبر فرصة للنكاية بالزوج وإثارة غيظه وإظهار خسارته حين اختار الطلاق ، وإيصال رسالة له مفادها ” إل جابو إجيب إل أشبه منو ” ( الذي جاء به سوف يأتي بأفضل منه ) .

كما يقام بعد حفل ” التحراش ” حفلا آخر بعد انتهاء العدة الشرعية ، تتزين فيه المطلقة وتلبس أجمل الملابس المعطرة وتضع الحلي والجواهر وتتخضب بالحناء وتجلس فوق منصة مرتفعة تعد لها من أفضل ما يملك اهلها ، والنساء يطلقن الزغاريد وتقرع الطبول ويطلق العنان لمقاطع غنائية تعرف بـ ” لشوار” ويتنافس أصدقاء العائلة وأبناء العمومة على خطب ودها وتقديم الهديا فيما يعرف بـ ” تْعَرْقِيبَه” كنوع من الدعم المعنوي للمطلقة وإعتبار أن الطلاق إنما يزيد في مكانتها وحظوتها في المجتمع ، وليست منبوذة كما في المجتمعات الشرقية . ويكثر الإقبال على المطلقات في المجتمع الموريتاني ، كما تذهب الدراسات الإجتماعية إلى أن حظوظ المطلقة الموريتانية في الزواج اكثر من غيرها ، لدرجة أن المطلقة عادة ما يترواح معدل زيجاتها من 3 إلى 7مرات، حتي إن تقرير صحفي صُور قبل شهور عن امرأة موريتانية تزوجت اكثر من 55 مرة . وتأكد مصادر إعلامية أن نسبة إرتفاع المطلقات إلى اكثر من 45% في المجتمع الموريتاني راجع للقبول الإجتماعي المتجذر في العادات والتقاليد التى يقوم بها الأهل بمناسبة الطلاق ، كما يؤكد بعض خبراء القانون  لـ ” مسارات ”  ، أن عدم تفعيل نصوص مدونة الأحوال الشخصية وما فيها من بنود وثغرات تدعوا للتعديل والتغيير لتكون في صالح الأسرة بأكملها دون تحيز لطرف أو ضياع حق الطرف الآخر ، ومايقتضيه الطلاق من حقوق وواجبات تقع على كاهل الزوج من نفقة وكسوة وحضانة.. ،والتراخي في إلزامه بهذه الأحكام، يشجع وينعكس سلبا على انتشار حالات الطلاق في البلد . 

وتبقي أول خطوة نحو الطلاق في المجتمع الموريتاني هي الزواج ، كما يبقي الطلاق شبح يؤرق المجتمعات الناضجة لما يترتب عليه من شروخ وتصدع في الجانب الأسري والنفسي والإجتماعي وضياع للأبناء وتفكيك لأواصر القربى والرحم ، ويرجح السوسيولوجيين أن الطلاق نتيجة حتمية لإفراط الزوجين في حب كل منها لنفسه أكثر من الآخر .

وكم هد في الشرق بيتا بعد الزواج طلاق .. كرهة فسباب فركلة فطلاق