فادت مصادر خاصة لـ”السفير”، أن الشيخ علي الرضا يقود ـ منذ فترة ـ وساطة لتقريب وجهات النظر، بين الرئيس محمد ولد عبد العزيز، والرئيس الانتقالي الأسبق أعل ولد محمد فال، موضحة بأن الوساطة تكاد تكون ناجحة نظرا لعلاقة الشيخ
بالرجلين. واعتبرت المصادر، أن الوساطة التي يقودها شخص بحجم الشيخ الرضا، في هذا الوقت بالذات، تشي بعدم اعتراض الرئيس محمد ولد عبد العزيز على ترشح ولد محمد فال في الانتخابات الرئاسية المقبلة بوصفه مرشح “جدًي” للمعارضة، بإمكانه أن يلقى الدعم من اغلب مكوناتها، ومحاولة ـ في ما يبدو ـ من ولد عبد العزيز للابتعاد عن أغلبيته شيئا فشيئا في انتظار أن يحسم الموقف النهائي من مرشح النظام، والذي رجًحت المصادر أن يكون الوزير الشاب المختار ولد أجاي، فيما يشبه إلى حد بعيد تجربة مرشح الوسط في الانتخابات الفرنسية إيمانويل ماكرون. واستبعدت المصادر وجود خلاف “عميق” بين الرجلين يتعدى الاختلاف في وجهات النظر، إذ أنه وعلى امتداد تسع سنوات قضاها ولد عبد العزيز حتى الآن في السلطة، لم يتعرض خلالها ولد محمد فال لأية مضايقات جديًة ولم تمس مصالحه، وهو ما يعزز ـ تضيف ـ المصادر، احتمال تولي ولد محمد فال مرحلة ما بعد 2019 في انتقال ديمقراطي سلس يرضي الغرب، ويضرب به عصفوران بحجر، وهو فوز مرشح المعارضة من جهة، والإبقاء على خيط “الوًد” بين الرجلين، من جهة ثانية. وتقول المصادر إن تطبيق هذا السيناريو عززه امتناع اليد اليمنى للرئيس محمد ولد عبد العزيز، الفريق محمد ولد الغزواني عن خوض غمار السباق الرئاسي، بل يفضل أن يتوارى عن الأنظار بمجرد حصوله على حقه في التقاعد نهاية العام المقبل 2018، موضحة أن موقف ولد الغزواني جاء من منطلقين أثنين: الأول، أن الرجل لا يريد تولى مقاليد السلطة، خوفاً من مواصلة نهج صديق دربه، وهي مرحلة أدخلت البلد في أزمات لا حصر لها، والثاني هو أن أراد التغيير وفي هذه الحالة سينعت الرجل بعدم الوفاء وطعن صديقه من الخلف.