استعرض الباحث الموريتاني سيد أعمر ولد شيخنا خلال جلسة نقاش نظمتها مكتبة "اقرأ معي" مساء أمس بقاعة المتحف الوطني في نواكشوط، ظروف وكواليس إعداد كتابه "موريتانيا المعاصرة شهادات ووثائق".
وأشار ولد شيخنا في بداية الجلسة إلى الظروف التي تم فيها أعداد الكتاب متحدثا عن جملة من العوائق من ألأبرزها صعوبة إقناع من عايشوا الحقبة التي تحدث عنها الكاتب (1957-1984) بالحديث.
كما تحدث عن ندرة المصادرة المكتوبة، وهو أضطره لمقابلة أكثر من خمسين شخصية، من رؤساء سابقين ورؤساء وزراء وسفراء ومدراء مخابرات وغيرهم ممن كانوا شاهدين على الأحداث وقتها.
ولفت إلى أنه حرص على تركيب الصورة وتجميع شظاياها، حيث كان يعطي الضيف المعلومات الغائبة عنه، وأنه سعى إلى الكتابة بروح وطنية جامعة، لا تقدس ولا تبخس، وإنما تنزل كل شخص منزلته "ومن ذلك ما حدث مع محمد فال ولد عمير الذي اتهم بمحاولة انقلاب هو منها بريء" بحسب قوله.
كما أبرز ولد شيخنا قيمة بعض المعلومات التي استقاها ممن قابلهم، ومن ذلك المعلومات التي زوده بها السفير أحمد ولد الشيخ ولد جدو، الذي حدثه عن الشرطين الذين اشترطهما معاوية على الفرنسيين للقبول بانقلابه على هيدالة 1984، وهما
-أن يكون هيدالة خارج الوطن
-أن يتمكنوا من إقناعه بالعودة بعد الانقلاب.
وكان من أسئلة الحاضرين المتنوعة سؤال حول حضور القبيلة خلال الحكم المدني، الذي أجاب عنه ولد شيخنا بأن ما يشاع عن اختفائها خلال الحكم المدني غير دقيق وأنها ظلت حاضرة، مضيفا أنه تم تقليم أظافرها بعد 1975.
يذكر أن مكتبة اقرأ معي انطلقت مع بداية العام 2016، وتحرص على تنظيم جلسة نقاش شهرية مع أحد الكتاب الموريتانيين حول أحد مؤلفاته، إضافة إلى نشاطات أخرى استحدثتها مع بداية العام الحالي.