محمد فال ولد بلال
أعلن الرّئيس عن قراره بالدّعوَة إلى الاستفتاء الشّعبي لحسم موضوع التّعديلات الدّستوريّة.
ونظرًا لذلك، لمْ تعُد هناك فائدة مُحقّقة تُرجى من النّقاشات الأكاديميّة حول سلامة القرار من الناحيّة القانونيّة من عدمها... لا فائدة تُرجى بعد اليوم من التغنّي بالمادّة 38 وملاءمتها للغرض المقصود، ولا في التشكي من تجاوز المادّة 99 وأخواتها... قانوني أم غير قانوني، صحيحٌ أم باطل، استفزازي أم عادي، الاستفتاء بات في حكم الأمْر الواقِع ! وسوف يتصدّرُ الشّأن السياسي لمدّة شهور على الأقل... شئنا أم أبيْنا، فإنّ خطاب الرّئيس البارحة أعطى الضوء الأخضر لانطلاق معركة سياسيّة بين المؤيّدين والمناوئين لتعديل الدستور.
وكلّنا نعلمُ أنّها ستكونُ معركة ساخِنة وصَعْبة على جميع الأطراف، وتستدْعي من الكُلّ ضبْط النّفس والسّيطرَة على الأعصاب وعدم الانفعال والتشنُّج.ولذا، أتمنّى أنْ تتغلّب المعارضة على موقف المقاطعة والتشكّي الدٌائم والتردّد السّلبي الذي ظلّ يشلّ قُدُراتها ويُبدّد طاقاتها منذ 1991 إلى الآن، وأنْ تُشارك في الاستفتاء وتنخرط في حملة لا هوادة فيها للتصويت ب"لا" مع الالتزام بمُتطلّبات الأمن العام والسّلم الأهلي... إنْ فازتْ التّعديلات، لا قدّر الله، فموريتانيا خيرٌ وأبْقَى من عَلَم مهما بلغت محبّته فينا ورمزيّته،،، وإن فشلت التعديلات، فموريتانيا خيْرٌ وأبْقَى من أي رئيس مهما كانت فائدتُهُ عليْنا ومكانتُهُ.
المهم أنْ تكون موريتانيا بخير قبل وأثناء وبعد الاستفتاء ! وهنا أستحضرُ ما قالهُ الكاتب السّوداني الكبير الطيب صالح : "عند الشّدائد تخْبُو الأحقاد، نحْنُ نَنْتَمي إلى وطن مهما بلغَتْ به التّعاسَة فهو موجود... فلماذا نُضيّعُه