تعرف مدينة نواكشوط منذ فترة انتشار نوع من الحمى،سمي بالأحياء التي أجتاحها. ورغم أن السلطات الصحية في البلاد لم تعط تفسيرا علميا لهذا النوع من الحمى،الذي يختلف في مضاعفاته عن الملاريا،إن بعض المتخضضضين في الأمراض الفيروسية أعطو تفسيرا مقبولا لهذه الحمى. فقد قال رئيس "المركز الأميركي"، في حديثه لموقع CNN، فإنّ هذه البعوضة تعمل في النهار وليس في الليل، فـ"لا ينفع معها الناموسية أثناء النوم"، على عكس البعوضة التي تحمل فيروس الملاريا، والتي تلسع في الليل. والبيئة الأفضل لنموّها وتكاثرها هي: وجود مسطّحات مائية، والحرارة الدافئة. ومع غياب أيّ لقاح أو علاج، فإنّ الحلّ الوحيد للمواجهة هو رشّ المبيدات في التجمعات السكنية على نطاق واسع، في علميات إعدام جماعية، لكنّها ليست مضمونة بالطبع: "البشر هم من ينشر العدوى"، يقو مارغوليس "لأنّ 75 % من المصابين لا تظهر عليهم الأعراض، وينشرون العدوى، خصوصاً خلال السفر". وحسب التقرير الذي أوردته صحيفة "العربي الجديد" فإن البعوضة المسببة للحمى ليست التي تنقل الملاريا، ولا هو مرض فيروسيّ معروف شعبيا، هي بعوضة تحمل فيروس "حمّى الضنك"، كان عدد صغير من البلدان يأويها ووصل العدد إلى 100 بلد، بـ50 مليون إصابة سنوياً، بلا علاج أو وقاية، و12% ممن تلسعهم يموتون. الأكثر خطورة أنّه لا يوجد أيّ لقاح أو وقاية لمنع الإصابة بلسعة هذه البعوضة أو للوقاية من الفيروس بعد اللسعة. والحمّى تسمّى أيضاً "حمى كسر العظام"، بسبب الآلام الشديدة التي تسبّبها، وتحملها واحدة من أكثر البعوضات شراسة في الطبيعة. "هذه البعوضة تعيش وتأكل وتتنفّس البشر"، يقول أستاذ الأمراض المعدية في "مدرسة دوك الطبية" بسنغافورة، دوان غوبلر، الذي يعمل في مكافحة "حمى الضنك" منذ 45 عاماً. وبحسب طبيب الأمراض المعدية في جامعة ليفربول للطب المداري، فإنّ "العلاج يتطلّب مراقبة دقيقة، وقد يصل إلى نزيف داخلي وتعطّل بعض أعضاء الجسم، وهناك 12 % من المصابين معرّضون لخطر الموت". غوبلر من جهته يلقي اللوم على السفر: "ثلاثة مليارات سيركبون الطائرة في العام 2015، وهذا سيزيد من انتشار المرض. يعيش أكثر من نصف سكّان العالم في المدن حالياً، وقد يصل الرقم إلى 70 % في العام 2050". وبحسب مدير قسم أمراض المناطق المدارية المهملة في منظمة الصحة العالمية، ديرك إنجلز، فإنّ هذه الحمّى عصية على العلاج: "نعمل على طريقة لتعقيم ذكور البعوض منعاً للتكاثر، ونعمل على استخراج لقاحات، هناك ستة حالياً، ثلاثة منها أثبتت فعالية بنسبة 61 % حتّى الآن. وهذا كافٍ لنصنع فارقاً مهمّاً". ويتابع: "خلال ثلاث إلى خمس سنوات سنكون قد طوّرنا علاجاً أو أكثر". ويختم غوبلر: "لن نتمكّن من القضاء عليه، لكن مع العلاجات وطرق الحماية قد نتمكّن من السيطرة عليه كمشكلة صحيّة عامة".