بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين آمين
بعد ثلاثة عشر عاما من الانتظار على الجمر، أو أشد حرا عاشت فيها الأسرة معاناة وعذابات بسب تغييب الابن خلف القضبان ظلما وعدوانا، وتواتر الأنباء عن تعرضه للتعذيب والتنكيل، في زنازين واحد من أكثر سجون العالم سوء سمعة، ودوسا على القانون، وامتهانا لكرامة الانسان وحقوقه.
وبعد جهود مضنية وجبارة شاركتم فيها جميعا، انقشع الغم وانفرج الهم وانزاح كابوس جثم على الأسرة وعلى كل الموريتانيين و الاحرار في شتى أنحاء العالم،بعودة ابننا وابنكم احمد ولد عبد العزيز إلى حضن اسرته وذويه، بعد كل هذا الزمن، فلله الحمد والمنة أولا وأخيرا.
إننا إذ ننتهز هذه الفرصة الطيبة المباركة، لنتوجه بشكرنا الخالص، وامتناننا العميق، لكل الذين ساهموا في صناعة هذه اللحظة التاريخية من سعادة الأسرة، وسعادة الشعب الموريتاني،سائلين المولى عز وجل ان يثيبهم عظيم الثواب إنه هو السميع المجيب.
وهنا لا بد أن نؤكد –من باب أنه من لا يشكر الناس لا يشكر الله- على شكرنا وعظيم امتنانا لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، على ما بذله من جهود جبارة في سبيل عودة ابننا احمد إلى احضاننا، عبر تعليماته المؤكدة للطواقم الحكومية والدبلوماسية، وجهوده الشخصية وما سعيه أخيرا في عودة ابنه محمد من الهند بعد أن تعذر اكمال أوراقه، إلا خير دليل على حرصه على اكمال معروفه، فله منا جزيل الشكر وعظيم الامتنان، كما نشكر أعضاء حكومته، وكل المسؤولين الموريتانيين من دبلوماسيين وموظفين ورجال أمن وغيرهم، على ما بذلوه من جهود كان لها الدور الكبير في صناعة الفرحة واتمام البهجة.
كما نتوجه بالشكر الجزيل إلى المحامين الدوليين الذين كانوا صلة الوصل بيننا وبين ابننا احمد طيلة سنوات اعتقاله في سجن اغوانتانامو، وبذلوا جهودا مضنية للإفراج عنه وكشفوا ما تعرض له من ظلم وحيف وتعذيب، ونخص بالذكر هنا كلا من : كلايف استانفورد، و أريكا غروسمان، و جون هولاند، وآنا هولاند، وغيرهم من كوكبة المحامين الذين تعاطوا مع قضية ابننا بمهنية وانسانية، وساهموا مشكورين في التخفيف عنا طيلة محنتنا، وحتى عودته إلى بيته لله الحمد وله المنة.
كما نتوجه بالشكر إلى كل هيئات المجتمع المدني في موريتانيا، وسائر منظمات حقوق الانسان، ولفيف المحامين، والاحزاب السياسية، والصحفيين، والبرلمانيين، والفقهاء، وقادة الرأي، وكل من واكبوا قضيتنا، وساهموا في تسليط الضوء عليها، وابقائها على الواجهة، وهنا اسمحوا لنا أن نخص بالشكر المهندس حمود ولد النباغة، رئيس المبادرة الشعبية للدفاع عن معتقلي اغوانتاناموالذي واكبنا منذ البداية، وساهم بشكل فعال وجاد في تحريك القضية، وتعبئة الرأي العام الوطني والدولي حولها، كما نخص بالشكر منظمة "إنصاف"والقائمين عليها على ما بذلوه من جهود كبيرة في هذا المجال.
كما نتوجه بالشكر الجزيل والمستحق، لكل الأهل والأصدقاء والمتعاطفين الذين شدوا من أزرنا وناصرونا، فكان تضامنهم الجلي، ودعواتهم الصالحة خير معين لنا في المحنة، التي اكتست ثوب منحة،فأتاحت لنا التعرف على هذه الوجوه الطيبة، وتلك القلوب الرحيمة، التي حملت همنا وقضيتنا، واتخذت منها هما وقضية للوطن برمته.
وهنا نقف وقفة خاصة لنقول لعائلتنا وأهلنا –أهل صلاحي- إن فرحتنا تبقى ناقصة إلى أن يعود ابننا محمدو كما عاد أخوه أحمد، بل إن احمد سيبقى يشعر -كما كان دائما- بأن حريته ناقصة مالم تشمل أخاه محمدو ولد صلاحي ، وسنبقى وإياهم يدا بيد نناضل وانتم معنا إن شاء الله إلى أن يعود أخوانا محمدو واسحاق ولد المختار إلى حضن الأهل والوطن قريبا بإذن الله، فتكتمل الفرحة ونطوي معا هذه الصفحة السوداء من التاريخ.
أسرة أهل عبد العزيز