ارتفعت أسعار مادة العلف بنسبة تزيد على 45 في المائة خلال الفترة الماضية بعد شراء الدولة للعلف من المصانع دون أن تضخه في السوق، حيث كانت خنشة العلف بسعر 3800 أوقية، لكنها ارتفعت الآن إلى مبلغ 5500 أوقية، وهو ما يعني زيادة 1700 أوقية على سعر الخنشة الواحدة في وقت كانت الحكومة تمني أصحاب المواشي بتوفير الأعلاف بأسعار رمزية لمواجهة الجفاف الذي ضرب مناطق التنمية في موريتانيا وخاصة الولايات الشرقية التي تعتمد على الثروة الحيوانية.
ويرى مراقبون ان القرار الذي اتخذته الحكومة بشراء الاعلاف ووضعها في دكاكين "امل" المخصصة لآدوابة والمواطنين الأكثر فقرا قد ولد خيبة أمل كبيرة عند ملاك المواشي وساهم بشكل فعال في الارتفاع الجنوني لأسعار الاعلاف.
ودفعهم القرار الخاطئ للهجرة نحو دول الجوار "السينغال" ومالي" مستعينين بالعلاقات التقليدية التي تربط اغلب شعوب المنطقة.
وكانت الدولة قد أعلنت خطة لمواكبة النقص المسجل في التساقطات المطرية في بعض المناطق، حيث تضمن مشروع الميزانية لسنة 2018 برنامج تدخل استعجالي بقيمة 41 مليار أوقية بزيادة 10 مليارات عن السنة الماضية، 16 مليار لبرنامج أمل، 10 مليارات مرصودة لاحتياجات أعلاف الحيوانات و 15 مليار للبرامج المصاحبة مثل حفر الآبار في مناطق المراعي واستصلاحات للأراضي لزراعة أعلاف الحيوانات التي سيحتوي عليها بعض السماسرة تحت غطاء شرائك الاعلاف الوهمية.