يقال بأنّ المعارضة تتجِه إلى ترشيح شخصية مستقلة من خارج أحزابها.. لو سئلتُ عن رأيي المتَواضع، لنصحتُ بغير ذلك. يا جماعة الخير، إنّ أيّ مستَقل "تُـفَـبْـرِكُـونَـهُ" لن يأتي بأحسن مما تأتون به أنتم لأنفسكم بأنفسكم.. متى كان المُنتَج أفضل من المنتِج !؟ لا داعي للذّوَبان وتمييع الخطاب والاختفاء وراء مرشّح سوف يُنظر إليه بداهة على أنّه "مصطنع" و"مفَبْرك" في غرف أحزابكم.. واعلموا أنّ أي مرشح من هذا النوع سيكون لقمة سائقَة في حلق مرشح الموالاة والمرشحين المستقلين الحقيقيّين؛ ولن يحصل على جهد وحماس مناضليكم وقواعدكم كما لو كان أحدكم.
صحيحٌ أنّ الساحة بحاجَة إلى مرشّح مستقل،، وصحيحٌ كذلك أنّ أي مرشّح مستقل "فعلاً" سيكون رقما صعبا في مقابل مرشح السلطة؛ ولكن عن أي استقلاليّة نتحَدَّث؟ نتحدّث عن استقلاليّة "حقيقيّة" يخرُجُ صاحبها كثائر أو منتَفِض أو مارِد على الطبقة السياسية التقليدية عموما بموالاتها ومعارضتها ويُقنِع النّاخب أنّه قادِمٌ كبديل عن الجميع؛ وليس "منتَجا مصطنعا" لحاجة آنِيّة. أعتقد أنّ المعارضة، بَدَلاً من أن تُورِّط نفسها في "صَكِّ" مرشح من خارج أحزابها، عليها أن تُرشح نفسها وتتَفاوض بعد ذلك مع المرشحين المستقلين حَول الدّعم المتبادَل في الشوط الثاني 2019.
وباختصار: إنّ أفضل ما يمكن للمعارضة فعله الآن هو:
- أن تتفق على برنامج رئاسي وحكومي مُوَحّد،
- وتجتهد وتختار أوفَر رؤساء أحزابها حظّا،
- وتوَحِّد صفوفها وترمي بقواها كاملة خلفَه،
- وتتخلّى نهائيا عن فكرة المستقل"المُفَبْرَك"،
- وتفتح باب التحالفات في الشوط الثاني،
- وتضغط لفرض انتخابات شفافة ونزيهة،