افتتاح حاشد للنسخة الرابعة من مهرجان نواكشوط للشعر العربي

اثنين, 2019-02-25 16:38

موريتانيا والإمارات تؤكدان العمل على خدمة اللغة العربية والشعر العربي

تم صباح اليوم بقصر المؤتمرات في العاصمة نواكشوط افتتاح فعاليات الدورة الرابعة من "مهرجان نواكشوط للشعر العربي" الذي ينظمه بيت الشعر في نواكشوط، وذلك وسط حضور رسمي وجماهير غفيرة.
وفضلا عن الوفدين الرسميين، تقدم الحضور عدد هائل من رموز الإبداع والثقافة والفن وممثلي وسائل الإعلام وقادة المنظمات الأدبية في موريتانيا، ولوحظ بقوة الحضور الأكاديمي ممثلا بأساتذة جامعات نواكشوط وطلاب التعليم العالي والباحثين والخبراء والمختصين في الأدب.
وحظيت دورة المهرجان لهذا العام بتكريم كبير حيث إن المهرجان لأول مرة ينظم تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز.
وأعلن الافتتاح من طرف معالي سيدنا عالي ولد محمد خون وزير الوظيفة العمومية والعمل والتشغيل وعصرنة الادارة، وزير الثقافة والصناعة التقليدية والعلاقات مع البرلمان وكالة، حيث أكد معاليه حرص فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز وبإشراف من الوزير الاول السيد محمد سالم ولد البشير على إدراج العمل الثقافي في الاستراتيجيات الوطنية، مذكرا في هذا الإطار بأن الحكومة الموريتانية استحدثت مشاريع ثقافية كبرى كمهرجان المدن التاريخية، الذي أعاد الاعتبار للتراث الموريتاني، كما تم القيام ببرمجة سنوية لطباعة مجموعة من الكتب الهامة وتمويل النشاطات الثقافية.
وقال الوزير "إن العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الموريتانية والإمارات العربية المتحدة قديمة ومتجددة ومثمرة على أكثر من صعيد، وليس افتتاح الدورة الرابعة من هذا المهرجان سوى نموذج منها إلى جانب عدة مشاريع أخرى في المجال الثقافي دأبت حكومة الشارقة على رعايتها"".
وقال الوزير "بهذه المناسبة لا يسعني إلا أن أشكر دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وأرحب بالضيوف الكرام وأرجو لهم مقاما سعيدا في كنف بلدهم الثاني وعلى رأسهم سعادة عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة بحكومة الشارقة الذي تشجم عناء السفر لإنجاح هذا المهرجان".
وكان سعادة عبد الله لعويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة قد ألقى كلمة أمام الحضور عبّر فيها عن مشاعر السعادة التي "تغمرنا بوجودنا في هذا البلد العزيز، في مناسبةٍ تعبّر عن أواصر الأخوّة التي تجمع أبناء الوطن العربي من الخليج إلى المحيط، في ظل رعايةٍ ساميةٍ من قبل فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وحضرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة"، مضيفا "حيث شملت هذه الرعاية تعزيز حضور اللغة العربية والشعر العربي، وإبراز جواهر الأدب، ورعاية المواهب الشابة، وتقدير القامات الأدبية، الأمر الذي يؤكد على حرص القيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الإسلامية الموريتانية على توطيد علاقات الأخوة فيما بينهما".
ونقل العويس إلى الموريتانيين تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، وتمنياته لشعراء موريتانيا وأدبائها.
وقال "تأتي مبادرة تأسيس "بيت الشعر في نواكشوط" كنموذج للتعاون الأخوي بين البلدين، حيث كان لبيت الشعر في نواكشوط نشاطه الثقافي المميز منذ افتتاحه في سبتمبر 2015 ويأتي المهرجان الشعري السنوي للبيت مكلّلاً ومتوجًا لمسيرة من العطاء الأدبي خلال العام".
بدوره، أكد الدكتور عبد الله السيد مدير بيت شعر نواكشوط أن "تنظيم المهرجان هذا العام تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز هو أكبر دليل على أهمية دور بيت الشعر في رعاية الإبداع وفي خدمة الشعر والثقافة"، مضيفا "إننا فخورون في بيت الشعر بكوننا نؤسس لثقافة إبداعية واعية ومنفتحة، ولقد عملنا بكل جهد ممكن على أن يكون هذا البيت واحة ظليلة للأدب والفكر ومؤسسة تتيح للشعراء من كل المدارس والأجيال التواصل بينهم وتبادل التجارب وفرصة للقاء الجمهور والاحتفاء بالأصالة وباللغة العربية وبث روح التنوير ودفع رافعة النشر والقراءة، وبهذه المناسبة نرفع أسمى آيات الشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لما يقدمه من دعم مادي ومعنوي للمشروع النهضوي للثقافة العربية عامة وللموريتانيين بشكل خاص".
ورحب ولد السيد بالوفد الرسمي الموريتاني ممثلا في معالي سيدنا عالي ولد محمد خون وزير الوظيفة العمومية والعمل والتشغيل وعصرنة الادارة، وزير الثقافة والصناعة والتقليدية والعلاقات مع البرلمان وكالة، وسعادة المكلف بمهمة لدى رئاسة الجمهورية السيد محمد ولد الطالب ورئيسة المجلس الجهوي لولاية نواكشوط السيدة فاطمة بنت عبد المالك، وسلطات الولاية، مؤكدا أن حضور وفد الشارقة ممثلا في سعادة عبد الله محمد سالم العويس رئيس دائرة الثقافة بحكومة الشارقة والشاعر الكبير محمد عبد الله البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة والوفد المرافق هو دليل قاطع أهمية بيت الشعر وعلى المساعي الكبيرة التي تبذلها الشارقة لتشجيع الإبداع ولحماية اللغة العربية.
وكانت فعاليات المهرجان بدأت بعرض موسيقي لفرقة غنائية، أدت مقاطع تراثية ونماذج من الموسيقا وفن الغناء في موريتانيا وسط تفاعل كبير من الحضور الذي غصت به قاعات وصالات قصر المؤتمرات بنواكشوط، كما توج حفل الافتتاح بعرض فيلم قصير عن منجزات بيت الشعر خلال الفترة الماضية، وقام كل من معالي الوزير سيدنا عالي ولد محمد خو وسعادة عبد الله العويس بتكريم نخبة من الشعراء المشاركين في الدورة الرابعة للمهرجان وهم: أحمد عبدالقادر، كيدي يورو، ناجي محمد الإمام، واختتم الحفل، الذي قدمه الشاعر والإعلامي القدير أحمدو أبنو، بقراءات شعرية قدمها الشعراء المكرمون.
هذا وبأصبوحة شعرية، تنطلق غد الثلاثاء، بمقر بيت الشعر، الفعاليات الشعرية والندوات العلمية، وذلك وفق جدول فعاليات المهرجان الذي يتيح للجمهور الاستماع لتجارب شعرية ونقاشات علمية هامة.