صدر اليوم في المغرب كتاب "تأويل رؤياي" للشاعر الموريتاني الكبير د. أدي آدب، وذلك عن دار مؤسسة آفاق للطباعة والنشر في مراكش.
وحمل الكتاب الجديد "تأويل رؤياي"، عنوانا فرعيا هو "أطروحات صغيرة في الأدب والثقافة"، ويتضمن الكتاب 150 مقالا على امتداد 384 صفحة من الحجم المتوسط.
و"تأويل رؤياي"، هو الكتاب السادس لولد آدب الذي يعتبر من أكبر الأدباء الموريتانيين المعاصرين وأغزرهم إنتاجا برصيد كبير من البحوث والدراسات.
ورغم التعدد والتنوع يخضع تسلسل المقالات في كتاب "تأويل رؤياي"، لترتيب نسقي شيئا ما، وفق تيمات داخلية.
وقدم الشاعر ولد آدب لكتابه الجديد بإضاءة شديدة الكثافة ورد فيها "كل كتاب جديد يعتبر ميلادا متجددا للكاتب.. وبتعدد القراءات الناقدة.. تتعدد المواليد......إنه سيرة قلم.. عشق زراعة الحروف.. في زوايا البياض...
بين الحاء والباء.. تعبدا
بين اللام والألف.. تمردا
فأينعت هنا عناقيد سطور... من تذوقها... ربما ألهمته " تأويل رؤياي".
وعلق الدكتور محمد محمود أحمد محجوب، الخبير اللغوي بمعجم الدوحة التاريخي، قائلا "أبارك للصديق والأخ الكريم د. أدي ولد آدب صدور كتابه الجديد " تأويل رؤياي".
وقال "هو كتاب يضاهي في النثر كتابه السابق "بصمة روحي" في الشعر."، مضيفا "الكتاب تطواف في عوالم ومداءات مفتوحة الآفاق، بنفَس انصهر فيه الذاتي والموضوع، فأضحت "أنا الذات" تتسع "لأنا الإنسان"!.
وأضاف "موضوعات الكتاب تأسر المتلقي: جمالا، وتبهره فكرا، لتنتهي بي إلى حقيقة مفادها أنها تمثل بطاقة تميز لصاحبها. فطوبى للمكتبة العربية بهذا المولود الثقافي الجديد".
اما الأستاذ الشاعر مصطفى المعطاوي من المغرب، فقد جاء تعليقه على النحو التالي:
﴿وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا ﴾. من هذه الآية الكريمة من سورة يوسف عليه السلام يطل علينا عنوان هذا الكتاب. لكن الاقتباس لا ينال منه الدينُ حظَّه كموضوع إلا كما تنال حظَّها منه السياسىةُ، والأخلاقُ، واللغةُ، والوطنُ، والقوميةُ، والإعلامُ، والشعرُ، والأدبُ، والإخوانياتُ، وعاداتُ الشعوب وثقافاتُها، وغيرُ ذلك كثير.
وإذا كان العنوان الفرعي: "أطروحات صغيرة في الأدب والثقافة" يحيل على أن الكتاب هو في حقيقته رؤى، نظرا لتعدد تيماته التي انتظمت فيما يزيد عن 150 مقالا، إلا أن العنوان العريض يقول بلاغة إنها كالقصيدة: أبيات متعددة بفيض واحد. هكذا تبقى صورة الشاعر التي عرفنا بها أدي ولد آدب حاضرة بقوة من خلال "مركزية الذات" و"فرعية التيمات."
أستطيع أن أقول إن الكتاب في جوهره سيرة تحكى برؤية جديدة للحكي، كونه مواقف أكثر منه حكاية.
وأستطيع أن أقول أيضا إن عبارة "صغيرة " مضللة، ذلك أنها لا تغدو أن تكون تلك الرؤى كذلك إلا كما ينظر رائد الفضاء من المحطة إلى الأرض، فهل هي كما يرى؟".
وسابقا صدرت للشاعر د. أدي آدب خمسة كتب على رأسها ثلاثة دواوين شعرية هي "بصمة روحي" (مؤسسة آفاق للطباعة والنشر.. مراكش 2018)، و"تأبط أوراقا..." (وزارة الثقافة الجزائرية 2009)، و"رحلة بين الحاء والباء" إلى جانبي كتابه "الإيقاع في المقامات اللزومية للسرقسطي" (دائرة الشارقة للثقافة والإعلام 2006)، و"كتاب: المفاضلات في الأدب الأندلسي الذهنية والأنساق" (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الدوحة، 2015).
وللشاعر أدي ولد آدب، وهو عالم ضليع في اللغة العربية، عشرات الأبحاث والدراسات في شتى الاهتمامات الثقافية والأدبية، وشارك في أكثر من 100 مهرجان وتظاهرة وندوة أدبية في الوطن العربي والعالم.