نظم حزب "الإصلاح" مساء اليوم حفلا حاشدا بمناسبة انضمام شخصيات وازنة لهذا الحزب الذي يتواجد تحت مظلة البرلمان منذ ست سنوات، ويقوده المحامي والسياسي الشهير محمد أحمد سالم طالبنا.
وتم خلال الحفل الذي نظام بفندق "الخاطر" وسط العاصمة نواكشوط، وافتتح بآيات من الذكر الحكيم ثم الاستماع إلى النشيد الوطني الموريتاني ونشيد حزب "الإصلاح"، الإعلان عن انضمام كل من: نقيب المحامين السابق أحمد ولد يوسف ولد باب ولد الشيخ سيديا، والخبير الدولي وأستاذ الإعلام بجامعة الدوحة د. محمد ولد الشيخ سيدي محمد ولد الشيخ سيد المختار الكنتي، والعقيد السابق الدكتور محمد الأمين ولد حمادي ولد الشيخ المصطف العربي، والعقيد السابق موسي ولد الرباني، والشيخ ولد حمود ولد الشيخ محمد المامي الخبير الاقتصادي والأمين العام المؤسس مع شخصيات وطنية شهيرة لحزب الوسط الديمقراطي سابقا، والخبير الإعلامي والناشط السياسي والكاتب والمدون الشهير محمد ولد عبد القادر الشنقيطي.
وأعلنت هذه الشخصيات في كلمات بالمناسبة عن اختيارها لحزب "الإصلاح" مشيدين ببرنامجه ونضاله الدؤوب وموالاته لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني.
وأجمعت هذه الشخصيات على أن حراكها في هذا التوقيت جاء بعد ملاحظة العمل الدؤوب والمسحة الأخلاقية التي أضفاها النظام الجديد على الحياة العامة في الدولة والمجتمع وانفتاح رئيس الجمهورية على كل الأطياف السياسية من موالاة ومعارضة دون تمييز، وهو ما أعطى الأمل لشعبنا في قيادة جادة في القضاء على الغبن والتهميش ومعاملة الموريتانيين بالمساواة والعدل.
وتم التنويه بأداء حكومة الوزير الأول المهندس إسماعيل ولد الشيخ سيديا.
بدوره، أكد رئيس حزب الإصلاح محمد أحمد سالم طالبنا اعتزازه وفخره بحدث اليوم الذي يعتبر مفصليا في استمرار نضال حزبه.
ولم يخف ولد طالبنا، الذي كان محاطا بقادة حزبه، سعادته بكون حدث اليوم مثل لحزبه إنجازا تاريخيا عبر انضمام هذه شخصيات التي تمثل المؤسستين الروحية والعسكرية، مؤكدا أن تاريخ البلد كان نتاج عمل القيادات الروحية والعسكرية، مذكرا بدور "الأشياخ" الموريتانيين في تأسيس الدولة ومسارها العلمي والحضاري.
وقال ولد أحمد سالم إن المؤسسة الحزبية أمام رهان كبير في العالم كله بعد تخلي المواطن عن "الوسيط السياسي" (الحزبي) وهو ما ظهر في نجاح قيس سعيد في تونس، وقبله فخامة رئيس الجمهورية محمد الشيخ الغزواني الذي ترشح مستقلا، وأيضا الرئيس الفرنسي ماكرون الذي نجح من خارج المؤسسة الحزبية.
وأضاف أن على الأحزاب السياسية بعد تجاوز حقبتي "العصر الأيدلوجي" و"الوسيط السياسي"، أن تعيد جميع خطوط النضال وفق طموح المواطن في هذا الوقت الذي تجاوز فيه هذا المواطن الأطر التقليدية وأوصل خياره مباشرة.
هذا، ولاحظ مراقبون حضورا لافتا لمكتب "مجلس الشيوخ" السابق (المنحل)، والذي مثل في الحفل بأعضاء في مكتبه التنفيذي، هذا فضلا عن ممثلين عن الأحزاب، بينها على وجه الخصوص حزب الاتحاد من جل الجمهورية، وحزب "اللقاء" الذي مثل برئيسه الأستاذ محفوظ ولد بتاح.
إلى ذلك أعادت عملية الانتساب النوعية التي شهدها اليوم حزب "الإصلاح" إلى الواجهة تساؤلات الشارع السياسي الموريتاني عن "القوة الحزبية" التي سيعتمد عليها نظام الرئيس ولد الشيخ الغزواني في مستهل مأموريته الأولى رئيسا للبلاد.
ذلك أن الشخصيات التي انتسبت اليوم لحزب "الإصلاح"، أول حزب من الموالاة يخرج رافضا فكرة مأمورية ثالثة لولد عبد العزيز، هي شخصيات وطنية تنتمي لعائلات روحية امتد دورها العلمي والسياسي والاجتماعي في هذه البلاد منذ أكثر من ثلاثة قرون، كما أن "الضباط العسكريين السابقين" الذي سجلوا اليوم انتسابهم لحزب "الإصلاح" لم يخفوا أنهم ينتقلون من "حراسة الحوزة الترابية إلى خدمة الوطن من مكان آخر مشرف"، وفق تعبير كل من العقيد الدكتور محمد الأمين ولد حمادي ولد الشيخ المصطف العربي، والعقيد موسي ولد الرباني.