اختار ناشر عربي شهير "اسما إبداعيا جديدا" للمثقف والأكاديمي الموريتاني الكبير د. بدي أبنو.
واقترحت دار المركز الثقافي للكتاب في بيروت عدة ألقاب عرضتها على الدكتور بدي لتسهيل توزيع كتبه في بلدان المشرق وتضمنت "الشنقيطي" و"الموريتاني".
وقد صرح ناشره مؤخرًا بأنه بعد استشارة بعثها د. ابنو إلى عدد من المثقفين الموريتانيين فقد وافق على نسبة "المرابطي" ليكون اسما إبداعيا يوقع به أعماله .
هذا وكانت كتابات د. بدي ابنو الأولى قد بدأت تنشر منذ سنة 1984 أو 1985 في جريدة "الشعب" الموريتانية (الجريدة الوطنية الوحيدة حينذاك) قبل ان ينتقل الكاتب مع نهاية الثمانينات إلى أوربا وكان يوقع كتاباته الأولى إما باسم محمد بدي أو محمد بدي ابنو، كما حمل كتاباه الأولان (يموت الموت) و(ديلول الحكيم) الصادران سنتي 1988 و1989 عن المطبعة الوطنية الموريتانية اسم بدي ابنو. وهو التوقيع الذي حملته معظم كتبه ومقالاته التي صدرت بعد ذلك في أوربا والعالم العربي.
وخلال 34 سنة من نشر كتاباته (1984-2019) لم يغير بدي ولد ابنو توقيعه الإبداعي إلا في حالات قليلة فرضتها الظروف السياسية، قبل أن يضيف هذه السنة ناشره البيروتي نسبة المرابطي بعد موافقة الكاتب عليها كبديل عن نسبة الشنقيطي والموريتاني وغيرها من الأسماء التي اقترحها الناشرون، وذلك حسب ما صرحوا به لتسهيل تمييز ما ينشرون من كتبه في عدد من المناطق التي تجد صعوبة في الأسماء الموريتانية.
ومعروف عمق الدلالة الحضارية لاسم "المرابطي" إذ يوجد مصطلح "المرابطين" في أغلب المناهج الدراسية في العالم، كما أن تأثير "حركة المرابطين" معروف تاريخيا على المستوى الداخلي والعالمي.
هذا، ويعمل د. بدي أبنو مديرا لمعهد الدراسات الابستمولوجية في بروكسيل ومشرفا على عدد من المجاميع البحثية في العالم. وقد اختير خلال السنة الجارية لعضوية المجلس الإداري لجامعة فيرجينيا الدولية في واشنطن، كما برز بدور منظر مساهم في تطوير التعليم العالي والبحث العلمي في عدد من بلدان العالم، ويشرف أيضا على عدد من الجامعات الشتوية والصيفية والمؤتمرات العلمية في العالم.
واشتهر بدي ولد أبنو منذ منتصف الثمانينات من القرن الماضي كشاعر وكاتب ومناضل سياسي، وتمكن إبان حكم نظام ولد الطايع من توحيد ممثلي فصائل المعارضة الموريتانية المسلحة والمدنية في الخارج وتولى النطق الرسمي باسمها، وبعد سقوط ولد الطايع اتجه ولد ابنو إلى التفرغ للعمل الإبداعي والعلمي الأكاديمي، وتميز كمثقف ومفكر موسوعي بأنه أحد أفضل العقول الموريتانية المعاصرة حيث أشادت بأعماله العلمية والإبداعية أوساط واسعة. وحصل على تكريمات وجوائز دولية كانت آخرها جائزةَ "التميز السامي ابن خلدون" لسنة 2017 من جامعة تونس منوبة تكريما لأعماله وجهوده العلمية.
وهو يقيم منذ ثلاثين سنة في الدول الغربية التي تنقل بين مدارسها وجامعاتها تلميذا وطالبا ثم أستاذا.
هذا، وأعاد المركز الثقافي للكتاب في بيروت طباعة ونشر 15 مؤلفا لولد أبنو في عدة مجالات أدبية وفكرية وعلمية باللغتين العربية والفرنسية وذلك بصيغة كتب الجيب.