د. عبد الله السيد (*)
في نظري أن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية والرأي العام الوطني كانا في غنى عن المؤتمر الذي عقده هذا المساء، باسم الحزب، الوزيران المحترمان سيدنا عال وبيجل؛ ذلك أنه لم يوضح غامضا، ولم ينر مستقبلا، وفضلا عن ذلك جاء تحديا للغالبية العظمى من هيئات الحزب وقواعده.
فما دام النواب المحسوبون على الحزب، والهيئات الشبابية والنسائية، وأغلب المستشارين وكذلك لجنة الإشراف على مؤتمر الحزب قد عبروا عن موقف موحد، فمن الديمقراطية احترامهم، وترك الحسم للمؤتمر، أو العمل داخل الهيئات لإقناع من لم يقتنعوا بعد برأي الغالبية، والتعبير عن الرأي الشخصي داخل الهيئات، وبعيدا عن الإعلام الخارجي، وإلا يكون الأمر تحديا لرأي الغالبية، واستهانة بالأكثرية.
أعتقد أنه كان على الوزيرين المحترمين الدعوة لاجتماع مغلق لجميع أفراد الهيئة لتوحيد الآراد، وإصدار بيان للرأي العام، أو دعوة المؤتمرين لذلك، وأن يكون ذلك وفق نصوص الحزب التي تتضمن، بكل تأكيد، تجريم نشر خلافته الداخلية للرأي العام وبهذه الطريقة.
ما يحتاجه حزبنا الآن هو المزيد من التماسك، والابتعاد عن الأهواء الشخصية، وتغليب المصلحة العامة على المصالح الضيقة، دون أن يعني ذلك التخلي عن الآراء أو التنازل عن القناعات، ولكن التعبير عنها يجب أن يتم داخل الهيئات، وفي مقر الحزب لا في المؤتمرات الصحفية الموجهة للرأي العام.