حوادث السير (الجريمة التسلسلية والإبادة الصامتة) / سيد امحمد محمد فال

اثنين, 2019-12-16 17:00

انا لله و انا اليه راجعون!  فجع  الشعب المورتاني  فجر اليوم  الاحد  كعادته  بنبإ وفاة مواطنين  مورتانيين  ومهندسين متميزين هما الأخوين الرائعين    محمد المختار ولد  لمرابط (تتار) وخون ول محمد يسلم ول خونا.إثر حادث سير مروع حصل علي  الطريق الرابط بين  انواكشوط واكجوجت.

رحم  الله الفقيدين واحسن عزاء ذويهم وشعبهم. سائلين المولي عز وجل ان  يرحم هذا الشعب برمته ويلهم  ادارته السياسية  الجديدة من الوعي والبصيرة ما يجعلها تنتبه    إلي الخطورة المتزايدة  لظاهرة حوادث السير الكارثية و التي لم تكن  ماسات فجر اليوم إلا  صفحة جديدة من كتاب يومياتها الدامي.

نعم  واضح تماما ان قدر هذا الشعب هو   ان يموت ابناؤه بالجملة  في كل لحظة وحين دون ان يحرك احد  ساكنا  علي نحو جدي وكان شيئا لم يكن.  تماما كما تموت القطط الضالة علي الارصفة والشوارع.

وكيف لا ونحن شعب لا يتجاوز عدد سكانه أربعة ملايين نسمة.اي أقل بكثير  من ثلث  سكان جمهورية السينغال المجاورة.

ومع ذلك  فضحايا حوادث المرور  عندنا يزيد عدة مرات عن مثيله في هذا البلد الشقيق.

مما يؤكد علي نحو لا مجال   فيه للشك ان ما كتبناه في مقالات ومناشير سابقة نشر بعضها علي موقعكم الطيب  وقلنا فيه  ان تصنيفنا لما يجري من قتل مستمر  لابناء الوطن   في كل شوارع وازقة هذا الوطن في حوادث السيارات    علي انه  جريمة رسمية مكتملة  الاركان. لم يكن  ابدا من قبيل المبالغة.

 

نعم قلت ذلك قبل سنواة  واكرره اليوم  وبالفم ان لملآن: شلال الدم الناجم عن حوادث المرور في بلادنا  قابل للتصنيف علي انه جرائم رسمية مكتملة الاركان. ذلك ان اسباب معظم حوادث  السير القاتلة عندنا  يمكن ارجاعها إلي جملة من المسلكيات والترتيبات والاعتبارات الامنية والادارية والجمكرية ما كانت لتحصل لو ان اجهزة الدولة المختصة قامت بدورها علي اكمل وجه علي جميع  هذه الصعد.