الاستياء العميق من ما يحدث داخل حزب الاتحاد من أجل الجمهورية و عدم حديثه بحرارة عن صديقه ولد غزوانى و تجنب ذكر اسمه الشخصي،و تكرار عبارات مخالف قانونيا و دستوريا،أكدت عمق الهوة بين الرئيس الحالي و السابق، و جدية الخلاف !.
و رغم تحاشى اللجوء لعبارات تصعيدية مثيرة،إلا أن كل المؤشرات برهنت على صحة ما يروج له من خلافات، بين عزيز و غزوانى، و ربما انفراط عقد المودة تقريبا.
دافع بحرارة عن حقه فى العمل السياسي، من خلال منبر حزب الاتحاد من اجل الجمهورية،غير مستبعدا ضمن الردود ،اللجوء لخيارات أخرى،إذا تعذرت و تمنعت منصة الحزب الحاكم.
بدا ولد عبد العزيز طيلة المؤتمر الصحفي، بعيدا عن التشنج ،حريصا على الاقتراب من الرأي العام،متجنبا الحديث إطلاقا باللغة الفرنسية،و هو ما اعتبره بعض الزملاء، رسالة سلبية، ضد فرنسا.
كما استهزأ بدعوات التحقيق و المحاكمة،موردا مثلا حسانيا موغلا فى التعبير عن ضعف أصحاب تلك الدعوات:"اهدادت الحلمة على إشراط"!.
و اتضح من سياق حديثه عن منعه من ترخيص خرجته الإعلامية،و امتناع الفنادق عن فتح المجال له،أنه فقد النفوذ مبكرا،و أفصح عن ذلك، بشكل شبه صريح،مما يدل على عمق الشرخ بينه و "صاحبه"،فى وقت قياسي،سبحان الله مبدل الأحوال.
ادعى الرجل خلو وفاضه من تهمة أخذ المال العام،لكنها دعوى،قد تكون آخر ما يمكن الاقتناع به، من ذلك الحديث الطويل،الذى بدا هادئا و بعيدا من التصعيد.
خلاف ولد عبد العزيز و ولد غزوانى انتقل من مستوى الشائعات إلى مستوى ملموس بين،و هو أساسا،حسب تصريحات ولد عبد العزيز،فى دائرة و موضوع حزب الاتحاد من أجل الجمهورية.
و عموما لم يكن الجفاء خافيا،حيث تحاشى ولد عبد العزيز، ذكر اسم الرئيس صراحة،و تبين من خلال التصريحات و التلميحات،على السواء،أن علاقة الرجلين اهتزت بقوة.