"تراتيل الأصيل" أمسية تعبق بالحب والوطن في بيت شعر نواكشوط

جمعة, 2020-01-17 02:18

 

بحضور جمع غفير من الأدباء والأكاديميين وطلاب الجامعة، نظم "بيت الشعر- نواكشوط" مساء أمس (الخميس) أمسية شعرية أحياها الشاعران: محمد أحمدو المنى الملقب بـ"النابغة"، وعمر عبد الرحمن، اللذان قدما قصائد تناولت موضوعات متعددة من التغني بالوطن والحبيبة إلى الهم العام للأمة. 
وفي كلمته بالمناسبة، أعلن الأستاذ الدكتور عبد الله السيد مدير "بيت الشعر – نواكشوط" برنامج البيت وتطلعاته المستقبلية، منوها بنوع الإقبال عليه سواء من طرف الجمهور أوالشعراء، الذين لم تنته قائمتهم منذ انطلاقة نشاطات البيت. 
وعرف ولد السيد بجائزة نقد الشعر الجديدة التي أمر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة باستحداثها؛ تكريما للشعر والمهتمين بديوان العرب.
بعد ذلك استمع الحضور إلى شاعري الأمسية حيث استهل الشاعر محمد أحمدو المنى الملقب بـ"النابغة"القراءات الشعرية وألقى ثلاث قصائد من تجربته الشعرية، بدأها بقصيدته "أمل الوجود"، التي ترد على المسيئين للرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، ويقول مطلع القصيدة:
سائل ذرا مكة عن من سخرت به
تخبرك عن عبق يجثو له العبق
تخبرك عن غيمة يروي المدى أبدا
من فيضها المطر الهطال والودق
تخبرك عن أمل تاق الوجود له
وكاد من توقه والشوق يحترقُ
حتى أضاء سنا خير الورى فإذا
كل الأنام من الأوهام ينعتقُ
وانشق جيب الدجى عن نور طلعته
فالأرض مزهوة والجو والأفق
فم الزمان زغاريد وأغنية
ملء الحناجر والأفواه تنطلق
سل اليتيم وسل عنه الغريب إذا
 ضاقت بذا الأرض أو ضاقت بذا الطرق
سل الكتاب فإن الله ضمنه
مدحا لأخلاقه يسمو لا به الخلق
هذا رسول الهدى الماحي وسيرته
حلي إليه يتوق الجيد والعنق
إلى أن يقول:
تعطر الكون وازدانت جوانبهُ
لما أطل عليه الصادق اللبق
واخضر عود المعالي واكتسى ورقا
وكان قبل جفاه الينعُ والورق
وعاد للأوجه الغبراء رونقها
وانزاح عنها الونى والهم والقلق.
 وقرأ قصيدته "شلال المجد"، التي يقول في مطلعها:
جبت الفضاء وآفاق المداءات 
أحدِّث الكون عن أرض المنارات 
عن هذه الأرض كم خطت أناملنا 
على رباها ملايين الحكايات 
وعن سنابك خيل الفتح كم رسمت
 على الروابي أفنانين البطولات 
عن سيف عقبة صمصاما يعانقه 
صوت ابن ياسين في درب الفتوحات 
عن المحاظر منها شع مؤتلقا 
نور الهداية يرتاد الفضاءات 
إلى أن يقول: 
هنا ملاذ القصيد الغض ملجأه
إن سد في وجهه كل الملاذات.
بعد ذلك قرأ قصيدته "زمان الذل"، التي يقول في مطلعها:
أديري الكأس يا سلمى علانا
عساها أن تخفف ما عرانا
عرانا في زمان الذل ذل
على قاع المذلة قد رمانا
رمانا واستدار إلى عدانا
زمان لا يرى إلا سوانا.
بدوره، قرأ الشاعر عمر عبد الرحمن نماذج من تجربته الشعرية، بادئا بقصيدته "جنون" التي يقول في مطلعها: 
"صَبَاحُ العِيد يُؤذِنُ بِانبِلَاجِ 
 وَرِيحُ العِطْرِ تَرْفُلُ في ابْتِهَاجِ "
ومَالِي مِنهُما حَظٌ فَما إِنْ 
  تَرانِي من جنونِ العشْقِ ناجِ
ولولا فِتْيَةً صدقوا ظنوني
وكانوا لي بُدورا في الدّياجي 
لَتابَعْتُ السُّرَى ليلاً بِلَيْلٍ 
وأفنَيْتُ الفَيَافِيَ في ادِّلاجِ
إلى مَنْ لا أخُونُ عُهودها إنْ 
تَناسَتْ عهدها يومَ التَّناجي .
إلى أن يقول:
أقولُ وَقدْ بَدَا وَجْهٍ بَهِيٌ 
سَفَرْتِ فَبَانَ عُذْرُكِ في الحِجَاجِ
ولوْ سَتَرَتْ محاسنها تَبَدَّتْ 
بِغُصْنٍ ماسَ في حُسْنِ ارْتِجَاجِ
وَطَرْفٍ يَنْفُذ الأَدْرَاعَ فَتْكًا
وَيَفْعَلُ فِعْلَهُ والطَّرفُ سَاجِ 
وَصَوْتٍ يُذْهِبُ الْأَلْبَابِ سُكْرًا
أَلَذُّ منَ الحُمَيّا في الزُّجاجِ.
وقرأ أيضا قصيدته "ريا"، التي يقول في مطلعها:
سأسقي الرّكبَ ياريّا
 -بدمع العين- والحَيّا
مَشُوبًا بالدّماء وما
 يَجِفُّ الجفن إنْ حيّا
تَقُولُ غداةَ فُرْقَتِنا
أَمرّ عليَّ ما حَيّا ؟!
فقلتُ: القلبُ ودّعني
 وزادتْهُ النوى غَيّا.
واختتم بقصيدته "نَفْسِي فداؤك"، التي يقول مطلعها:
مَا فِي بُكَائِكَ سَاعَةً مِنْ بَاسِ 
أوْ فَلْيَكُنْ.. ما لِلْهَوَى وَالنَّاسِ ؟؟!
أَأُكَفْكُف الدَّمْعَ الْعَصِيَ أَمُ ٱبْدِهِ ؟ 
ما كُنْتُ بِالْخَالِي ولَا بالنَّاسِي
وَاغْرَوْرَقَتْ عَيْنِي بِدَمْعٍ وَاكِفٍ 
مَا كَانَ قَلْبِي فِي الْهَوَى بِالْقَاسِي 
وَأَهَمَّنِي مَا قَدْ أَهَمَّ وَكَيْفَ لَا ؟! 
 نَفَسِي الْفِدَاءُ وَهَلْ تَفِي أَنْفَاسِي 
إلى أن يقول:
أَمْسَيْتُ مِنْ حُبِّي لَرَيَّا مُدْنَفًا 
أَشْكُو فُؤَادًا مَالَهُ مْنْ آسِ 
وَيَخَالُنِي أَهْلِي عَلِيلاً لَيْتَنِي 
كُنْتَ الْعَلِيلَ وَمَا بِهَا مِنْ بَاسِ.