لا تزال حقيقة المفاجأة الصادمة للاجتياح المتسارع للجائحة للبلد دون تبرير منطقي يقبله العقل ويطمئن إليه فبعد أيام معدودة من إعلان خلو البلد من الفيروس اذا نحن أمام تصاعد هائل لعدد الإصابات والوفيات تزامن حدوث هذ مع اختفاء الوزير المفاجئ الذي ظل يملأ منصات التواصل ويستخدمها للحديث المباشر مع المواطنين ومثله ايضا اختفاء اللجان الوزارية ذات الصلة عن الظهور كاللجنة العليا التي يترأسها الوزير الأول ولجنة اللوازم التي يترأسها وزير التجهيز ، فما الذي جرى ولماذا ضعفت الحكومة تمثيلها واكتفت بمخاطبة الشعب يوميا من خلال مدير الصحة ولماذا يتركون شخص واحد تحت هذ الضغط الهائل ولماذا لا تواكب الحكومة إعطاء المعلومة من خلال تمثيل اعلي من مجرد مدير للصحة مع احترامنا للرجل وتقديرنا لمؤهلاته ووطنيته وجديته فالمواجهة تتطلب عدة قيادات تظهر للناس لتطمئنهم وتطلعهم على الواقع فترك القضية للمدير وحده ــ رغم كفاءته ــ تفيد بكثير من عدم الجدية أو بكثير من الارتباك داخل الفريق الحكومي المعني ونحن في الصدمة الأولى من كثافة الإصابة واتساع رقعتها داخل الوطن .
ان استمرار بث الشائعات التي تسبب الهلع وتنشر الخوف بين المواطنين يجد مسوغاته من خلال غياب الحضور الرسمي بأعلى مستوياته عن المشهد كما يساعده استمرار تركيز الفريق الحكومي على تبرير أخطاء الأفراد من خلال الحملات الإعلامية التلميعية ومن خلال تنشيط فرق الدمع الخصوصي عبر وسائط التواصل الاجتماعي وهي الإجراءات الخاطئة التي تهدر جهدا ووقت وإمكانات تحتاجها فرق المواجهة ويحتاجها مدير الصحة العمومية الذي ترك وحيدا يواجه مخاطر عدة فبعد خطر الخوف من انهيار المنظومة الصحية يواجه المدير خطر الشائعات المغرضة والدعاية الكاذبة وهو في نفس الوقت مسئول عن المتابعة الدقيقة للوضع الميداني وتقديم حصيلة المواجهة يوميا للرأي العام .
ان تكديس الهم على رجل واحد و التهرب من المسئولية سلوك يهدد انسجام الفريق في وقة هو في امس الحاجة إلى تأكيد التماسك والتكاتف والتعاضد فالفيروس فرض شكل مواجهته متحديا كل الترتيبات التي تأكد عجزها وضعفها في مواجهته وعلى الحكومة ابداء مزيد من رغبة كسب النصر لا المزيد من حصد الغرور