في "تراتيل الأصيل" .. شاعران ينشدان للإنسان والأمل

خميس, 2021-01-21 22:18

أعلن الأستاذ الدكتور عبد الله السيد، مدير بيت الشعر – نواكشوط أنه سيتم قريبا إطلاق الموقع الألكتروني للبيت، لافتا الانتباه إلى أن نشاطات البيت ظلت مستمرة على شبكات التواصل الاجتماعي منذ انتشار وباء "كورونا"، داعيا الله أن يرفع البلاء عن بلدنا وأمتنا وعن الإنسانية. 
وقال إن بيت شعر- نواكشوط أصر على ربط التواصل بين الشعراء والمثقفين وبين الجمهور عن طريق الوسائط الالكترونية، مقاوما بذلك إرادة الوباء في توقيف نشاط الإنسان، ولو كان الكلمة الطيبة والقول الجميل. ووجه الشكر لرواد بيت الشعر وخاصة الشعراء وأساتذة الجامعة وطلابها على الاهتمام الذي يولونه للبيت وعلى تشجيعهم الدائم لأنشطته.
جاء ذلك أمام جمع من الشعراء في أمسية شعرية مساء اليوم بمقر البيت، وهي الأمسية التي أحياها الشاعران: سيدي محمود محمد الراظي والحسن سيد احميده، واتخذت خلالها الإجراءات الصحية الاحترازية، كما تم بثها مباشرة على صفحات بيت الشعر على شبكات التواصل الاجتماعي.
وبدأت الأمسية مع الشاعر سيدي محمود محمد الراظي الذي قرأ ثلاثة نصوص شعرية من ديوانه، استهلها بقصديته "تدوينةٌ لِابنِ المُلوحِ على جِدارِيةِ العشقْ "ليلاي"، التي يقول في مطلعها:
القلبُ يَرقُصُ يا لَيلايَ لِلحُبِّ
فَشارِكِيني -رجاءً- رَقْصةَ القَلبِ
أُريدكِ الآَنَ قُربِي لَيسَ يَزْجُرُني
ما يَصْنَعُ الخَوفُ بي في حَضْرةِ القُرْبِ
جَفّتْ دُموعِيَ في عَينيّ، ما انسكبتْ
ولا انفَرطْتُ كَكُحلٍ نامَ في الهُدْبِ
ولا سهرتُ لَيالٍ كُنتُ أَرقُدُها
شَوقي يُقلّبُني جَنْبا على جَنْبِي
عُشْبُ السّلُوّ بذاتي لا أُشَذّبُهُ
منْ ذا يُسعّرُ نار العشقِ في عُشْبي!
حمامةٌ روحِيَ الوَلْها؛ مُعذّبُها
بَقاؤُها تَتغَنّى خارِجَ السّرْبِ
بعد ذلك قرأ قصيدته "إطْلالةٌ منْ أعلى شُرفةِ في الرّوحْ"، التي يقول في مطلعها:
ما إنْ أُزايلُ فيهِ سُوْرةَ السّكْرِ
حتّى أَعودَ بِشوْقٍ غامِرٍ مْزْرِ
ما عادَ يُقنِعُني المُعتادَ أَطْلبُ ما
يَظَلّ يَخْفُقُ قلْبي منهُ في صَدْرِي
جُوعي إلى فِكْرةٍ أشْهى، يُشابِهُ ما
يُذْكي حَنينَ القدُودِ البِيضِ بالسُّمْرِ
يَحثّني شَغفِي النقّاد، ما امْتلأَتْ
يَدايَ بالحُلْوِ.. إلّا حَنّ لِلْمُرِّ
لَكمْ أُترْجمُ إِحْساسِي؛ فأنْشدُهُ
بَيْتًا من السّحْرِ في بيتٍ منَ الشّعْرِ
واختمم بقصديته "حينَ لمْ نكُنْ إلا الآخَرْ"، التي يقول فيها:
ما الصّبحُ يُركِضُ في عَيْنيّ منْ فَرَحٍ
لمّا ظننتكَ عنْدَ النوْمِ قدْ مِتّا
بدوره قرأ الشاعر الحسن سيد احميده ثلاث قصائد تمثل تجربته الشعرية، استهلها بقصديته "المتقارب!"، التي يقول فيها:
يَوَدُّ اليتَامَى... ومَن يُـمنَعُونَ رَغِـيفَ السَّمَاءِ... ظُهُورَ نَبِيْ 
يَـرُشُّ علَى الليلِ حَفنةَ نُـورٍ لِـيُـطفِئَ شَمعَـةَ وَهمٍ خَـفِـيْ
يُـثَـبِّــتُ رِجْلَـيهِ فِي الرَّملِ يَصرُخُ بِالرِّيحِ يـا ريحُ ... هُبِّي علَـيْ
بِأرضٍ يَخافُ الضَّعِيفُ - كخوفِ الشُّمُوعِ من الرِّيحِ - بطشَ القَوِيْ 
وَيَخشَى الفَقيرُ - كقالبِ ثلجٍ تُـلاحِقُـهُ الشمسُ - كَـيدَ الغنيْ
وَفِـيهَا.... ذِئَـابٌ من الظلِّ يبنونَ عُشَّ المكِـيدَةِ فِي كُـلِّ حَـيْ
يَهِيمونَ فِي كلِّ وادٍ.. يَدُسُّون سُمَّ العَناكبِ في كلِّ شَيْ 
يَقولُونَ إِكسيرُ هذِي الْحَيَاةِ رمتْـهُ السَّـماءُ بكفِّ الغنيْ!
بعد ذلك قرأ قصيدته "إقرأ معي"، التي يقول فيها:
غدا سوف
يَحفِرُ يُنبُوعَ نُورٍ بذاكرةِ الَّليلِ يومًا
فَتى حدسُهُ البدوِيُّ 
نَبيٌّ بكلِّ يَقِينِ النُّبوءةِ 
يُنصِتُ 
للوحيِ في كلّ شَيءٍ.
غدًا سيعودُ الفتى رَعَوِيُّ الخَيالِ 
إِلى مَوطنِ الوَحي / أعني بهِ شجرَ الأبجديَّةِ 
حيثُ 
الفراشةُ
تلمحُ 
في لُغةِ الضَّوءِ معنَى الحياةِ.