نواكشوط - "السدنة":
صدرت اليوم في العاصمة البريطانية لندن أول ملحمة روائية موريتانية هي رواية "من يوميات حطط" للشاعر الكبير إبراهيم محمد أحمد الأندلسي.
وصدرت الملحمة الروائية الجديدة في أربعة أجزاء، كل جزء في كتاب، ويفوق مجموعها 600 صفحة من الحجم المتوسط.
وحملت أجزاء الرواية عناوين "الجزء الأول" (يوميات حطط السنة الأولى)، و"الجزء الثاني" (يوميات حطط السنة الثانية)، و"الجزء الثالث" (يوميات حطط السنة الثالثة"، و"الجزء الرابع" (يوميات حطط السنة الرابعة).
تتدرج الملحمة مرحليا، فلها عدة مستويات؛ الأول: مستوى مسرحي شعبي، يخاطب الفكاهة عند القارئ ويشده، ليجعل المتابعة مريحة ومسلية، وهو يحمل رسائل المسرح.
المستوى الثاني يحمل رسائل خاصة بالأمة الموريتانية، وحياتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية…
المستوى الثالث وهو عن علاقة العمق الديني العربي بالعالم أجمع والغرب بشكل خاص.
فيما يعالج المستوى الرابع موضوع الهيمنة التي تقودها
القوى الكبرى على الأمم والشعوب، وهذه المستويات مبثوثة في كل الأجزاء وليست متمايزة عن بعضها.
تنطلق الرواية (الملحمة) من عائلة مجهولة الأصول
ليست من الإنس ولا من الجن ولها بعض صفاتهما معا.
ليتحرر الكاتب من حصون التقليدية، وعندها أمكنه تصوير التعايش بين الطبقات دون إحداث صدامات، غير محمودة العواقب…
تجمع الملحمة بين الحقائق الدينية والقواعد العلمية، والمخيال الشعبي؛ الخرافة والشعوذة وغير ذلك.
تلتقط الملحمة مشاهد من حياة الناس والمجتمعات، في حقب متعددة، دون إحداث إرباك للقارئ، أو تقديم تاريخ
معلب جاهز، يتم قبوله أو رفضه.
لم تهمل الملحمة الجغرافيا، ولا بعد الجوار، وكل جزء منها هو سنة دراسية للولد حطط البطل الأول للرواية،
لتظل الملحمة قابلة للزيادة في أي وقت، تبعا لمراحل التعليم والطموح عند البطل حطط.
تركز الرواية على مراحل الانتقال من البادية إلى المدينة، ومحاولة عصرنة التعليم والحياة بشكل عام.
من أبرز شخصيات الملحمة "هَرْصَبوبْ"، و"أم حطَطَّ"ن و"احْريْشْ"، و"طَنين"، و"انْيَبَّقَقَّ"، و"حَططَّ".
تظهر شخصيات إضافية في بعض الحلقات وتختفي، وبعضها يظهر مرة واحدة حسب دوره.
ميزة هذه الملحمة أنها تعطي صورة دقيقة التفاصيل، عن حياة القرى ومشاكلها ومقومات حياتها.. وحتى طرائفها وهمومها وطموحات أهلها، وكأن القارئ يشاهد المشاهد وهي تحدث أمامه.
وصدرت للأندلسي خلال الأشهر الأخيرة 5 دواوين هي:
"ديوان الهمس"، و"ديوان الحروف المعتقة"، و"ديوان الحنين" و"ديوان الوتر المسكون"، و"ترانيم الضاد".
وصدرت هذه الدواوين في طبعتين ورقية وألكترونية، وذلك عن دار نشر "إي- كتب البريطانية المحدودة" (E-kutub Ltd).
فيما صدرت له خلال السنوات الماضية دواوين: "الشذرات" (القاهرة - 2015)، و"انشطار الطين"، و"الأهداب الصافنة"، و"أوتار الأندلسي الأخير" (الرباط - 2017)، وديوان "نسائم الحروف" (لندن - 2018).
وصدر له كتاب "فلسفة الفلسفة" (قراءات فلسفية) لندن- 2019.
ويعد الشاعر إبراهيم الأندلسي، المقيم بالمهجر (إسبانيا)، أحد أكبر الشعراء الموريتانيين المعاصرين وأغزرهم إنتاجا، وله عشرات الأعمال الشعرية والسردية.
ويتولى الشاعر إبراهيم الأندلسي رئاسة المكتب التنفيذي لمجموعة "سدنة الحرف" الأدبية والثقافية، كما أنه عضو فاعل في منتديات أدبية كبيرة عربية وعالمية.