محمد سالم وعثمان ومحمد الأمين يعطرون الجمهور بالمديح النبوي في بيت شعر نواكشوط

خميس, 2021-10-07 21:25

نظم بيت الشعر نواكشوط مساء اليوم الخميس 07 أكتوبر 2021 أمسية شعرية في إطار برنامجه "تراتيل الأصيل" التي باتت موعدا منتظما ينتظره متذوقو الشعر وعشاق الأدب وسط حضور جماهيري كبير تألف من دكاترة وشعراء وأساتذة جامعيين وصحفيين وطلاب غصت بهم حديقة بيت الشعر؛ واستمع الحضور إلى قصائد نجوم هذه الأمسية من التراتيل، إذ تناوب على منبر الإلقاء كل من عثمان عمر لي، محمد سالم ابن عمر و محمد الأمين المامي .
بدأت الأمسية مع الشاعر وأستاذ اللغة العربية، محمد سالم بن عمر الذي قرأ على الجمهور ثلاث قصائد من نصوصه في مواضيع مختلفة من بينها قصيدته "أمتي" التي يمدح بها المصطفى  صلى الله عليه وسلم، ويقول فيها:
يا معدن الشعر والإبداع والقيم
وموطن العزة القعساء والشيم
أنجبت غرا محاميدا جهابذة
ناغوا قريضا بهيا رائع الكلم
فاضت به ألسن ظلت حناجرها
صداحة بمديح المصطفى العلم
محمد المجتبى من نسل آدمنا
زين الفعال وزين الخلق والقيم
فهْو الرؤوف بنا وهو الشفيع لنا
وهْو السراج سنا في غيهب الظلم
وهْو الرحيم بنا وهْو الجواد ندََى
عطاه فاق عطاء البحر والديم
وهْو الشجاع جَنانًا لو تُنازِلُه
أُسْد الشرَى لُطخت أعناقها بدم
إن الرسول لنا حصن نلوذ به
من الفجور ومن سوء ومن وخم
نفديه بالنفس والنفيس في عجل
نرجو رضاه لكي نفوز بالنِّعم 
ولوتطاول وغد من أسافلة
عليه ثرنا غضابا ضد ذي التهم
بعد ذلك اعتلى المنبر الشاعر عثمان عمر لي وهو إلى جانب الشعر يحمل شهادة دكتوراه في الفيزياء، وقد اختار مجموعة من القصائد من ديوانه "كانتا رتقا" مفتتحا بنص "رسوم على الرمل"، و منه:
أيْقَظْتِنِي الآنَ كَيْ آسَى عَلَى قَدَرِي
وَجِئْتِ تَهْذِينَ فِي ثَوْبٍ مِنَ الدَّجَلِ
 
زَعَمْتِ أَنَّ يَدَيْ عَشْتَارَ أَبْرَدُ لِي
وَأَنَّ بَابِلَ فِي عَيْنَيْكِ لَمْ تَزَلِ
 
يَا ذَاتُ إِنْ تَتَمَنَّيْ هَتْكَ أَوْرِدَتِي
لِلرِّيحِ فَانْتَهَبِي الرُّؤْيَا عَلى عَجَلٍ
 
هَا قَدْ طَغَى المَاءُ
واجْتَاحَ النَّسيمُ يَدِي
فَأيُّ مُرتَفعٍ يُؤويكِ أَوْ جَبَل؟
 
تَنَفَّسَ اللَّيْلُ أَوْجَاعِي
فَأَيْقَظَهَا أَورَادَ وَجْدٍ
عَلَى أَحْضَانِ مُبْتَهِلٍ
 
مَا زِلْتُ أَذْكُرُ لِلأَيَّامِ نَكْهَتَهَا
تَبْتَلُّ بِالضَّوْءِ نَشْوَى
أَيَّمَا بَلَلٍ
 
الذِّكْرَيَاتُ عَلَى كَفٍّ مُثَلَّجَةٌ
وَالمَاءُ يَضْحَكُ
وَالأَحْلاَمُ مِنْ عَسَلٍ
 
بَيْنَا..
وَكُلُّيَدٍ للأرْضِ دَامِيَةٌ
تَشْكُو وَقَافِلَةُ الأَنْوَارِ لَمْ تَصِلِ
 
تُدْلِي إِلَى المَلإِ الأَعْلَى بِقِصَّتِهَا
شَوْهَاءَ،
تَرْفَعُ كَفَّيْهَا عَلَى مَهَل
 
لَهَا جَناحَان،
والأنْخَابُ تَائِهَة،
والرُّوحُ تَذْبُلُ،
والأنْفاسُ فِي وَجَل
 
إِذْ أشْرَقَ النُّور فِي كُنْه الحَيَاة
فَيَا..
وَيَا لَهَا وهْي فِي أنْفَاسِها الأُول
ومسك الختام كان مع الشاعر الشاب محمد الأمين المامي، وهو خريج المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية وقد ألقى بعضا من قصائده، مختتما بنص "الطيف":
طيف  ألمّ  بليلة  ظلماءِ
فأثار ما في القلب من أدواء
 
طيف به أمسى الفؤاد متيما
غرِقا  ببحر  كآبة  وعناء
 
طيف بدا متمثلا في طفلة
بيضاء  يا للطفلة  البيضاء
 
يا سر أتراحي وسر شقاوتي
ياسر  أفراحي  وسر شفاء
 
يا ورد قلبي في الصباح وفي المسا
يا زينة    الإصباح      والإمساء
 
يا وردة بذر الجمال غراسها
يا عرفة  من طيب الأشذاء
 
يا نجمة في الأفق ساطعة السنا
يا ديمة   من صيب   الأنواء
 
لله قلب في هواك معذب
حبا وعين مثل عين الماء
 
لله حي في عيونك ميت
قد عد في الأموات والأحياء
 
آه فهذا الحسن أعجز أحرفي
والحسن قدما عقدة الشعراء.