نظم بيت الشعر ـ نواكشوط مساء اليوم الخميس 16 يونيو 2022 ندوة نقدية تحت عنوان " دور الشعر في تعزيز العلاقات بين الدول" ضمن برنامجه الدوري "مقاربات نقدية". وقد شهدت الندوة محاضرتين أدلت بهما كل من الدكتورة مريم الشيخ و الدكتورة بخوته الشيخ الصوفي ، فيما تولت الدكتورة إبي العاقب إدارة النقاش.
في بداية الندوة تحدثت الدكتورة أبي العاقب، فقدمت موضوع الندوة في خطوطه العريضة وقدمت تعريفا مقتضبا بكلتا المحاضِرتين؛ وأحالت الكلام إلى الدكتورة مريم الشيخ، وهي أول امرأة موريتانية تحصل على شهادة الدكتوراه، ولها عدة مؤلفات وبحوث منشورة، وقد أكدت الدكتور في مُفتتح حديثها أن مداخلتها ستركز على موضوع دور الشعر في تعزيز العلاقات بين الدول: موريتانيا والمغرب نموذجا.
وقسمت الموضوع إلى ثلاثة محاور أساسية هي: تحديد العنوان، تأصيل الموضوع، و المادة الشعرية الدالة على الربط بين البلدان.
وتحت هذه العناوين الفرعية الثلاثة تحدثت وأسهبت في الكلام مع الاستدلال بالشعر في كل موضوع فرعي، إضافة إلى تقديم أمثلة من شعراء وقصائد كان لها الدور في الربط بين الدول. وروت مساجلات شعرية بالفصحى والحسانية بين شعراء موريتانيين ونظرائهم في السينغال جنوبا و المغرب شمالا.
المحاضرة الثانية كانت تحت عنوان "قراءة تاريخية في دور الشعر في تعزيز العلاقات بين الدول العربية" قدمتها الدكتورة بخوته الشيخ الصوفي، وهي أستاذة جامعية حاصلة على الدكتوراه في التاريخ المعاصر من جامعة ابن الطفيل بالمغرب. وقد قسمت مداخلتها على محورين أساسين: محور السياق التاريخي لمفهوم الشعر، ومحور دور الشعر في تعزيز الوعي المشترك بين الدول العربية؛ مشيرة إلى أن الشعر وثيقة تاريخية، و بهذا المعنى تكون علاقة الشعر والتاريخ هي علاقة وثيقة، وخصوصا فيما يتعلق بالشعر العربي الذي هو ديوان العرب.
وخلصت إلى أن وظيفة الشعر هي وظيفة جمالية إبداعيه، ولكنها أيضا وظيفة معرفية تعزز الانتماء، وهذا هو ما يؤكد دوره المحوري في تنمية المشترك العربي بين الدول والشعوب حديثا وقديما.
بعد ذلك فُتح المجال لمداخلات الحضور وقد تناول الكلام العديد من الدكاترة والأستاذة الجامعيين والطلاب والشعراء والكتاب، أشبعوا العرضين المقدمين بالتعقيب والإضافة والسؤال قبل أن ترد الدكتورتان على مختلف النقاط التي وردت في المداخلات.