على أجنحة الطموح يسعى الشاب الوطني حتى النخاع، والتكتلي من الطفولة إلى الرجولة، لإعادة ملامح لكصر القديم، حيث كتبت موريتانيا الناهضة قصة بدايتها، وحيث تضافرت السواعد والقلوب من أجل وطن يمسح جبهته كل صباح من حصى مسجد بداه قبل أن ينطلق في بسمة طفل وديع أو ضرب كادح في مناكب الأرض أو رجل أعمال ثري القيم جواد الكف، أو مسعى عامل صادق من أجل بناء وطن لا مساحة فيه للغش والفساد والجهة، في بيت من هذه البيوت الرفيعة علما وثقافة وانتماء وطنيا وعراقة سياسية ولد وترعرع الشاب أحمد سالم ولد الغابد الذي يطلق هذه الأيام مرحلة انتخابية من سعيه الدؤوب والمستمر من أجل عاصمة فتية ووطن متصالح مع ذاته.
كان بيت أهل الغابد منتدى سياسيا وفكريا ومجتمعيا، يستقبل كل فئات وأبناء المجتمع منذ أن تأسس ستينيات القرن المنصرم، فالوالد محمد المصطفى ولد الغابد أحد الرجال النبلاء الذين شيدوا مدينة لكصر عند هتافات الاستقلال سنة 1960، وكان من أبرز تجار العاصمة الفتية، ومن أبرز الوطنيين، كانت إسهاماته تنطلق في اتجاهات متعددة، نحو الدولة فكان مساهما متبرعا في بناء المدرستين 1 و2 العريقتين في لكصر، كما كان داعما لمحاظر متعددة وله فيما لا يطلع عليه الناس من أبواب الخير سبح طويل.
وفي هذا البيت وبين تلك الشمائل والقيم تأسس الوعي الفكري والسياسي للرجل النبيل أحمد سالم ولد الغابد، عندما أدرك وهو في سنته التعليمية الأولى، كيف بدأ تحطيم حلم الدولة المدنية، وكيف اختطف العسكر صديق والده الرئيس المختار ولد داداه وألقوا به في سجن مظلم في ولاته، لم يعتقل المختار وحده، بل اتسع السجن لوطن كامل بكل آماله.
وفي هذا لكصر تشكلت صور الحياة الأولى، بين مسجد بداه وسوق لكصر، أخذ سبحة الحياة قرآنا يتلى وتعاويذ تخترق أستار الغيب وطفولة ناضرة في المدرسة رقم 1، في دفاتر الحياة الأولى كتب ولد الغابد ترانيم الوطنية، وأخذ حصانته التامة ضد الفساد والاستبداد، والفئوية والجهوية، وفي بيته الذي تفوح منه التلاوة وقيم العمل والجد، كان ولد الغابد يضيف كل يوم لبنة جديدة في بناء شامخ قوامه الكسب الحلال والموقف النبيل والجدية والوفاء للقيم، ولهذا كان طبيعيا أن ينغرس في وجدانه الموقف المعارض للاستبداد ولليبرالية المتوحشة التي طحنت الاقتصاد والناس في وقت واحد.
مرت سنوات تعليمه الأولى - التي تكللت بشهادة باكالوريا الآداب العصرية- مثقلة بالهم الوطني نضالا وعملا كادحا، كان أحمد سالم ولد الغابد فتى يملك عنفوان وطموح الشباب، وهو يصول مع رفاقه في حزب اتحاد القوى الديمقراطية/ عهد جديد، تدرج في كل هيئات الحزب، وكان من أبرز قادته الشباب، لكنه أيضا كان من جيل التأسيس الذي لم يبدل ولم يغادر، انتقل من اتحاد قوى الديمقراطية بعد حظره سنة 1999 إلى حزب تكتل القوى الديمقراطية، وكان عضو أول مكتب تنفيذي للحزب الذي كان ولا زال مدرسة قيم سياسية يصعب على غير أهل الإيثار والصمود الصبر فيها.
ناضل أحمد سالم قابضا على جمر المعارضة، دافعا ثمنها من الوقت والمال والجهد والمكانة، ومن الإقصاء والتهميش والمحاربة كأي ناشط معارض، قرر أن يكسب من الحلال وأن يدخل سوق الأعمال من باب الجد والأمانة.
في سنوات التسعينيات وعندما كانت البطالة تقتات كل يوم من مئات الشباب، وكانت الهجرة تلتهم الرجال والطموح والوطنية والآمال، قرر أحمد سالم ولد الغابد ولوج عالم الأعمال، تأسيسا على حكمة يتناساها الكثير وهي أن من لا يملك استقلاله المالي يصعب أن يملك استقلال قراره السياسي، وفي طريق مليء بالأشواك والحفر مثل ما آلت إليه أغلب طرق الولاية الشمالية وخصوصا مدينة لكصر، سار أحمد سالم في مسار الأعمال، وكلل التوفيق أعماله، فكان من أبرز مطوري قطاع غيار السيارات، مؤسسا نقابة تجار السيارات ومعداتها في البلاد، زيادة على عمله كناشط وراع لكثير من الأعمال المجتمعية والخيرية.
ينتمي أحمد سالم إلى الولاية الغربية بكل مضامين الانتماء، فقد ولد في أحضانها وتربى وعاش كل مراحل حياته، فهو ذاكرة حية لآمال العاصمة وطموحاتها، ذاكرة لأحيائها التي فقدت كثيرا من الأناقة التي ميزتها خلال عقدي الاستقلال، ذاكرة حية للإخاء الوطني الذي استقر طيلة عقود، حيث لم يكن الشباب يعرفون قبائلهم أحرى قبائل وجهات الآخرين، كان ذلك وطنا بلسان واحد.
للولاية الغربية يحمل نائب التكتل أحمد سالم ولد الغابد طموحا كبيرا، ليرفع صوتها في الجمعية الوطنية، بعد أن ظلت سنوات خرساء لا يتحدث عنها غير ثلة من الذين أكلوا بها وعليها، ولم يزيدوها غير ضعف وهوان.
يريد أحمد سالم لصوته البرلماني أن يعيد المدرسة العمومية ذات الإخاء الوطني إلى الولاية الغربية التي تقطع بينها رحم الوطن، وتحدثت بألسنة متعددة، وعاشت في هوامشها أحزمة من الفقر والتعاسة، آن لها أن تسقى بماء التنمية وأن ترفل في ثوب من أناقة العمران وإنتاجية المدنية.
سيحمل أحمد سالم- كما كان منذ ثلاثين سنة- صوت الطالب والفتاة، والموظف والجندي، والتاجر الثري والمؤسسة الناجحة، صوت الأندية الثقافية والرياضية، ومطالب التنمية، وروح الحرية والدفاع عن المظلومين.
يعد النائب بأن يعمل بكل ما أوتي من قوة وعلاقات ورأي وقدرة اقتراحية على تقنين نوعي لصالح تنمية الولاية وتطوير لقطاعاتها الإنتاجية، ورفع من جاذبيتها العمرانية، وأن يكون السند الأقوى والأهم لقواها الشبابية الفاعلة وأطرها الناصحين.
ما زال في وجدان أحمد سالم ولد الغابد يرن صدى دائم من صباحيات المدرسة رقم 1، وأنغام الصداح الطفولي الوديع:
شباب البلاد هلموا نجب
نداء الحقوق ولم نحتجب
ولم يحتجب أحمد سالم منذ أن وعي السياسة فعلا وفاعلا، ومبتدأ خبره الحرية والكرامة والتنمية، وما زال يواصل المسيرة، ويدفع بعجلة التنمية والحرية إلى الأمام.