بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة تظلم إلى كل من يهمه أمر المستضعفين في الارض
من مجموعة من جزاري مقاطعة كيفه
السادة و السيدات،
تعيش مجموعة من جزاري كيفه هذه الأيام حالة مأساوية بسبب ما تتعرض له من سوء معاملة من طرف السلطات المحلية التي كان من المفترض أن تكون المدافع الأول عن حقوق هؤلاء المستضعفين. فمنذ أن بدأت البلدية حملتها الهادفة إلى تنظيم السوق المركزي بالمدينة و هذه المجمـــــــــــوعة تتعرض للمضايقات تلو المضايقات و ذلك لأغراض قد لا تكون بريئة. لقد طلبت منا البلدية في البداية إخـــــــــلاء الشوارع و البحث عن أمكنة مناسبة لبيع اللحوم و قد انصعنا لذلك الأمر فتركنا الشارع و منا من أجـــــــر محلا لوحده و منا من أجر جزءا من دكان عمل على فصله عن جزئه الآخر و قد تكلفــــــــــــنا الكثير من التكاليف المادية بغية الالتزام بما طلبته منا البلدية، و كنا نظن أن المسألة قد حسمت غير أننا فوجئنا بحاكم المقاطعة يستدعينا و يضع أمامنا ثلاثة خيارات لا رابع لها فقد قال لنا بالحرف أنه لا يسمح لنا ابتداء مــن الآن بيع اللحم إلا في الأماكن التالية:
المبنى المخصص للحوم داخل السوق القديم بالجديدة
قاعة مخصصة للحوم بسوق ولد السني
حائط غير مجهز لولد تاج الدين قرب السوق
أما المكان الموجود داخل السوق فلا يمكنه استيعاب سوى النزر القليل من هؤلاء الجزارين، و أما القاعة الموجودة بسوق ولد السني فهي أشد ضيقا من سابقتها إضافة إلى كونها ملكية خصوصية للتأجيــــر و أما حائط ولد تاجدين و هو الآخر ملكية خصوصية فإنه غير مجهز أصلا لبيع اللحوم مع كونه محاولة من البعض لابتزاز الجزارين و وضع اليد عليهم أو حرمانهم من مزاولة مهنتهم في حالة رفضوا دخوله إذ لا خيار لهم – كما قال لهم الحاكم المركزي إلا أن يدخلوه أو ينسوا أنهـــــــــــم جزارين و ليبحثوا لهم عن مصدر عيش آخر.
و لا ننسى أن نذكركم بأن الجزارين في السوق ينقسمون إلى مجموعتين على طرفي نقيض لأن إحداهما - و خصوصا من يترأسها– تريد التخلص من المجموعة الأخرى أو جعلها ترضخ للشروط التي تملى عليها، و نحن كمجموعة رافضة لذلك الخضوع منسجمون مع ما تطلبه منا السلطات منذ البداية و لكن التصرف الأخير من الحاكم جعلنا نعتقد أن هناك يدا خفية لأصحاب المجموعة الأخرى تريد أن تتخذ السلطات مطية لتحقيق مآربها الشخصية و نحن نربأ بسلطتنا المحترمة أن تكون أداة بيد ذوي الأطماع الشخصية.
السادة و السيدات ، نحن مواطنون في وطننا و نتمتع بجميع حقوق المواطنة التي يتمتع بها باقي المواطنين ولكن هناك من لا يروق له ذلك و بالتالي يسعى جاهدا إلى تجريدنا من تلك المواطنة و ما يترتب عليها من حقوق لحاجة في نفسه لكن يأبى الله عن ذلك.
السادة و السيدات ، كنا مواطنين و سنبقى رغم أنف من لا يريد لنا ذلك و سندافع عن حقوقنا بشــــــــــــتى الوسائل المتاحة شرعا و قانونا ولن نخضع بأي حال من الأحوال للابتزار من طرف أي كان. و من هنا فإننا نرفع شكوانا و تظلمنا إلى الله أولا ثم إلى رئيس الجمهورية و كل من يهمه الأمر من قريب أو بعيد و إلى أصحاب الضمائر الحية الذين لا يثنيهم ضغط أو إغراءات فلان و لاعلان عن أن يصدحـوا بالحق و يساندوه بكل ما يملكونه من وسائل.
و إننا لنرجو من كل ذلك أن نجد حلا صائبا لمشكلتنا التي نعاني منها في وطننا و عــــــــــــــــلى رؤوس الأشهادمنا.
و الله ولي التوفيق و القادر على كل شيء