أعلن اليوم الزميل الدكتور عبد الرحمن ولد حرمه ولد بابانا، استقالته رسميا من رئاسة لجنة إحترام أخلاق وأدبيات مهنة الصحافة في موريتانيا. وهو المنصب الذي تبوأه باجماع الصحفيين مع تأسيس اللجنة وأعيد انتخابه بالإجماع خلال المؤتمر الأخير للجنة.
وجاء في بيان استقالة الدكتور عبد الرحمن ولد حرمه بابانا :
شكلت لجنة احترام أخلاق وأدبيات مهنة الصحافة المكتوبة في موريتانيا التي تم إنشاؤها في الثالث مايو 2001 أداة للضبط الذاتي بما تمثله من وسيلة لفرض احترام أخلاقيات المهنة والرقي بالعمل الإعلامي إلى مستوى المثل.
ولم تكن بلادنا بدعا من نظيراتها في المنطقة في هذا الصدد حيث وعت مبكرا أهمية وجود مثل هذا الكيان في ضبط سلوك الصحفيين والمتفاعلين في الحقل الإعلامي الذي يشكل الركن الأساس في أي عملية تنموية يراد لها النجاح
انطلاقا من هذا البعد فكرت الأسرة الإعلامية قبل 15 سنة في خلق كيان لتخليق المهنة والسمو بها عن المهاترات والممارسات الضارة، وكان استبشار الساحة الإعلامية بهذا المولود وتلقفها له بادرة دلت على مدى الحاجة الماسة إلى وجود مثله.
واستمرت المسيرة رغم المشاكل الكبيرة التي اعترضننا في اللجنة سواء منها المتعلق بالشق المادي أو المرتبط بالمعالجة المعنوية للإشكاليات الصحفية.
واليوم وبعد تقييم موضوعي لمسيرة اللجنة على مدى ال 15 الماضية في تنفيذ مهمة تخليق القطاع، وانطلاقا من ملاحظات مركزية، ودون الرجوع الى المكتب، قررت الاستقالة من رئاسة الهيئة المذكورة آملا ألا تفهم هذه الاستقالة فهما خاطئا وان لا تكون موضع تأويل خارج ما أريد لها ان تكون له خصوصا وأنها جاءت بعد محاولات عديدة لتجاوز العراقيل التي عاشتها اللجنة وعملت على الحد من تحقيق الطموح الذي من اجله أنشئت. وتجد هذه الاستقالة مبرراتها فيما يلي:
1 الشعور التام بعدم اهتمام السلطات العليا في البلاد باللجنة وغياب التعاطي معها خدمة لرسالتها النبيلة
2 عدم اشراك اللجنة كفاعل جوهري بالقطاع الاعلامي في برامج النهوض التي تتبناها الدولة
3 غياب كافة إشكال التنسيق مابين اللجنة والسلطات المختصة فيما يتعلق بتنقية الحقل وتصحيح مسار الخطاب الإعلامي
4 تجاهل دور اللجنة في تخليق المخرجات الإعلامية في البلاد وتجاوز منطق الحدية في التعامل والمساهمة بصورة عامة في الارتقاء بالخطاب
5 عدم استفادة اللجنة منذ إنشائها وحتى اليوم من أي دعم معنوي او مادي لتحقيق رسالتها
6 عدم وضوح العلاقة بين اللجنة والصحفي مما يلقي بظلاله على أداءها في المجال الأخلاقي
7تداخل اختصاصات بعض النقابات والروابط الصحفية مع اختصاصات اللجنة بصورة أسهمت إلى حد كبير في تمييع الدور الذي أريد لها أن تضطلع به.
من هذا المنطلق وقناعة مني بأهمية وجود اللجنة كفاعل في ضبط المسار الصحفي في عالم اليوم وفي المشهد الموريتاني بوجه خاص ،وانطلاقا من أهمية ما تقدمه من مساهمة في الضبط الذاتي وتخليق المهنة، وافتخارا بما حققته من انجازات ومساهمات على الرغم من ضعف الوسائل وغياب الدعم خروجا على واقع مثيلاتها في المنطقة التي تستفيد من كافة أشكال الدعم، وغيرة مني على ما حققناه مجتمعين من مكاسب تنبغي رعايتها والمحافظة عليها، قررت الاستقالة وإحاطة المسؤولين عن الشأن الإعلامي علما بهذه الملاحظات آملا ان تشكل مساهمة يمكن التأسيس عليها مستقبلا في الرقي بالعمل الصحفي.
وهي مناسبة ايضا لأعبر من خلالها عن استعدادي الكامل لخدمة أي مجهود من شأنه تخليق المهنة والدفع بها الى الأمام خدمة للصالح المشترك ووفاء ومحافظة على انجازات ال 15 سنة الماضية.
ولايفوتني هنا أن أشيد بما لمسته طيلة رئاستي للجنة من استجابة الجسم الصحفي بكافة مكوناته لقرارات اللجنة ، فليجدوا شكري وتقديري والشكر موصول لأعضاء مكتب اللجنة المؤقر، واتمنى لهذه الهيئة مسيرة موفقة ناجحة"