يبدو أن العلماء حددوا النمل كمصدر جديد وواعد للمضادات الحيوية. ووجدوا أن بعض الأنواع، بما فيها النمل القاطع للأوراق الذي يعيش في الأمازون، يستخدم البكتيريا للدفاع عن أعشاشه ضد غزو الفطريات والميكروبات.
ويقول الأطباء إن هناك حاجة ملحة للمضادات الحيوية بما أن مقاومة البكتريات للعوامل المضادة للميكروبات تنتشر وتتوسع. إذ يموت أكثر من 700 ألف إنسان حول العالم من إصابات مقاومة للأدوية في كل عام. وتشير التوقعات و تقديرات بعض خبراء الصحة في العالم بأن العدد أكبر من ذلك.
ويقول البروفسور جون كلاردي من مدرسة هارفارد الطبية " إن غارات النمل من أجل الحصول على مواد نباتية يعودون بها إلى أعشاشهم ويطعمونها إلى الفطريات التي بدورها تفتت تلك المواد وبذا يتغذى النمل على الفطريات".
لقد تطورت تلك الاستراتيجية عبر 15 مليون عاما مضت، وأثبتت كفاءتها. ويوجد الآن أكثر من مئتي نوع من النمل تحرث الفطور.
ورغم ذلك فإن معظم النمل الذي يحرث الفطور يجمع فتات ورق نبات قديم أو بعض الحشائش على الأرض.
وهناك بعض أنواع النمل يقطع الأوراق من الأشجار ويفتتها ليجلبها إلى أعشاشه. يقول إيثان فان أرنام من مدرسة هارفاد الطبية " من الصعب هضم النباتات لكن الفطور تستطيع تحليل وتفتيت النباتات ما يمكن النمل من أن يتغذى بسهولة".
رغم ذلك اكتشف العلماء مؤخرا أن هذه الأعشاش تتم مهاجمتها أحيانا من قبل فطور عدوانية. يقول كلاردي " تقتل هذه الفطور العدوانية الأعشاش وفطوره المحروثة. وبدوره يطور النمل دفاعات تنكشف كبقع بيضاء على أجساده. وتبدو وكأنها غمرت بالسكر. فقد صنعت هذه البقع من البكتريا التي خزنها النمل على أجساده.
ولا بد من القول بشكل حاسم بأن هذه البكتريا تنتج مضادات حيوية قوية وعوامل مضادة للفطريات.