أجرت وكالة كيفه للأنباء في ال 10 يوليو 2011 مقابلة مثيرة مع العمدة السابق لبلدية كيفه السيد يعقوب ولد الطالب حيث أجاب بكل أريحية وبروح مدنية عالية وبجرأة كبيرة على أسئلة الوكالة وهنا نذكر للتاريخ التعامل الفذ مع الصحافة من طرف هذا الرجل الذي كان يتعاطى مع ما ننشره حول مؤسسته بمسؤولية كبيرة وبإيجابية نادرة ،معتبرا في كل الأوقات كوننا شركاء من أجل التنمية وأننا مصباحا يهتدي به إلى مواطن الخلل. نص المقابلة:
وكالة كيفه للأنباء : السيد العمدة تشرف مأموريتكم على انتهائها ،فماذا تعتقدون أنكم أنجزتم لصالح الجماهير التي انتخبتكم.؟
يعقوب ولد الطالب : أنا مسرور بإتاحتكم لي الفرصة ، لأجري أول مقابلة صحفية أكشف لمواطني من خلالها وللرأي العام عن الجوانب التي أعتقد أننا نجحنا فيها ، ملتمسا العذر من المواطنين لما أخفقنا فيه ، ولا يفوتني أن أشكر وكالة كيفه للأنباء ؛ التي وفرت منبرا محليا يمكن المواطنين من معرفة ما يجري حولهم عن قرب ، لأن موريتانيا الكبيرة أصبحت مختزلة في انواكشوط وهو الشيء الذي لا ينبغي. وبالعودة إلى سؤالكم ، فلا يخفى على أحد مدى جسامة الانتكاسات والتحديات التي اعترضننا أثنا هذه المأمورية ، نذكر منها لا على سبيل الحصر تغيير 6 أغشت 2008 وإلغاء وزارة اللامركزية ، التي كنا نأمل أن توجه الكثير من الإمكانات والوسائل للبلديات. إنه من المعروف أن مجال عمل البلدية يشمل أساسا الصحة الأولية ، والتعليم الابتدائي ، والنظافة والاعتناء بالمعوزين وتنظيم المجال البلدي من ساحات وأسواق ومحطات إلخ... وعليه يمكن للمواطن التعرف على ما أنجزنا بتفقده لهذه المجالات. ففي الميدان الصحي : قامت البلدية وعلى نفقاتها الخاصة ببناء وتجهيز النقاط الصحية التالية : أدباي الطلحايه – اغليك ول سلم – سقطار – أم اشكاك - وبالتعاون مع منظمة الرؤية العالمية تم توفير سيارة إسعاف رباعية الدفع وقمنا بتجهيز مركز الأمومة والطفولة بكيفه وكذلك اكتتاب 6 أفراد من بينهم سائق السيارة المذكورة. أما على مستوى التعليم فقد تم بنفقة البلدية ترميم مدارس : المدرسة 1 ، التي تعد مدرسة تاريخية و نموذجيية. – مدرسة الفاروق 1 – المدرسة 3 - مدرسة ميساح - و مدرسة المطار . وتم بناء مدرسة في كركب من حجرتين ، وفرت البلدية مقرا جهزته لرابطة الآباء ووضعت مخصصا لرئيسها ، كما تقوم البلدية بتحمل تكاليف نقل جميع الطاولات داخل حيزها. وفي ميدان المياه ، بادرت البلدية إلى توفير المياه بطريقة مجانية وشبه مجانية من خلال الحنفيات والصهاريج والخزانات الموزعة داخل البلدية.
وكالة كيفه للأنباء : هل تعني القربة البلاسيتيكية التي يحملها اتيوب بمؤخرة شاحنة البلدية ويبيعها ؟
يعقوب ولد الطالب : تلك تستخدم في تزويد هذه الخزانات بالماء الشروب. ثم يواصل ويقول : قامت البلدية بحفر عدد من الآبار : بئر أكن أهل نوح – بئر الزماله – لكريفه - بئر سقطار - بئر زينت المشرع .
وكالة كيفه للانباء : الذي نعلمه أن الحفر في بئر أهل نوح توقف في مرحلة من المراحل ؟
يعقوب ولد الطالب : لم يتوقف حتى دخله الماء وهم الآن يشربون منه ونحن بصدد تعميقه. كما أذكر في هذا الصدد بان البلدية قامت بالكثير من عمليات التنقيب. وأما قطاع المساجد والمحاظر ، فيحظى لدينا باهتمام خاص ، حيث نوجه إلى هذا القطاع منحة نقدية سنوية خاصة ، لا ترقى بالطبع إلى مكانة هذا القطاع في أنفسنا ولكن ضعف الموارد ؛هو ما يعيقنا. كذلك نولي اهتماما كبيرا بالمقابر، وقد قامت البلدية بحمايتها وتوفير معدات الغسل والدفن وشمل ذلك : مقبرة سقطار – مقبرة أتويميرت – مقبرة الطلحايه وترميم وإزاحة التراب عن مقبرة بولنوار. وبخصوص الشباب والرياضة ، قامت البلدية برعاية هذا القطاع ؛ من خلال تجهيز بعض الملاعب وتزويدها بالشبابيك والملابس والكرات ، بالإضافة إلى التكفل بنقل الفرق في الكثير من المناسبات ، علاوة على المخصصات المالية التي استفادت منها بعض النوادي . وفي ميدان آخر أقمنا علاقات مع المنظمات غير الحكومية ، ونفذنا معها برامج تحسيسية بحقوق الطفل ودخلنا مع هذه المنظمات في عملية مشتركة وزعت خلالها كميات من المواد الغذائية في إطار سياسة الغذاء مقابل العمل. وقامت البلدية بمد بعض المنظمات بالعربات والحمير وتوفير بعض المكاتب لتعاونيات نسوية ، وكذلك قدمت البلدية قروضا لعدد من المنظمات. وفي مجال المرأة ،أنشانا مركزا مهنيا خاصا بالنساء ،كون حوالي 100 سيدة في مجالات المعلوماتية والطبخ والخياطة.
وكالة كيفه للأنباء : هذا المركز لم يمض عليه أكثر من بضعة أشهر حتى توقف . ماهي الأسباب ؟
يعقوب ولد الطالب : نظرا لارتفاع إيجار المركز فقد حولناه إلى بناية قرب المطار وهبها برنامج الأمم المتحدة للتنمية للبلدية ، غير أن البعد ومشكلة النقل جعلتنا نفكر في مكان آخر ونحن الآن بصدد تنشيط ذلك المركز وتجهيزاته لا تزال موجودة. كذلك نضيف إلى إنجازاتنا ما حققناه في مجال النظافة وهي التحدي الأكبر الذي واجه البلدية ، حيث أن العقلية البدوية اللصيقة بمسلكيات الكثير من المواطنين ،تشكل عائقا حقيقيا يحول دون التغلب على الأوساخ ، فساكن الدار يتشبث بممارسة عاداته في البادية ،فيتمسك بشاته أو بقرته أو ناقته أو حماره ووجدت البلدية نفسها والحالة هذه أمام خيارين : إما أن تنتهج الردع باتخاذ ما يلزم من إجراءات صارمة وهو ما يعني التصعيد مع الجميع ،وإما أن تقتصر على الواجهات العمومية والأسواق باعتبارها الأكثر إلحاحا وإطلاق بعض الحملات في الأحياء ، خاصة قبل نزول الأمطار. وقد عملنا عدة اتفاقيات في هذا المجال . ونحن راضون عن عمل المقاول الأخير. ينضاف إلى ذلك أننا قمنا سابقا مع شركاء من المجتمع المدني بتجربة ناجحة في مجال النظافة ، توقفت بسبب انقطاع تدخل بعض الشركاء مثل PACA . كذلك قمنا بحملات تنظيف كبيرة في اتويميرت - اغليك ول سلم – طريق انواملين – سيف أشريف – القديمة – اكراج – اهل أنتو واحياء أخرى .
وكالة كيفه للأنباء : قبل سنتين تم حفر قناة للصرف الصحي ببعض شوارع المدينة وتم بناؤها بطريقة سيئة للغاية وبدلا من أن تعطي فائدة ، أصبحت تطرح مشاكل للمرور ، فماهي الظروف التي اكتنفت بناءها ؟
يعقوب ولد الطالب : القناة المذكورة شيدت بتمويل من مشروعي فينكر وابنيم ، وأسندت الدراسة الفنية لمشروع ابنيم ، ولم تكن البلدية سوى رب عمل منتدب ؛ لافتقارها للوسائل وبما أن مشروع ابنيم جاء من أجل دعم المقاولات الصغيرة ؛فقد اختار المشروع مقاولين محليين صغار ؛ فانعكس ذلك على سلامة وإتقان القناة.