فريد حسن.. قدم من حلب ليزرع الموسيقى في موريتانيا

اثنين, 2017-01-09 10:24

وصل فريد حسن لأول مرة إلى موريتانيا قبل أربعين عاماً، كمدرس لعلم النفس في إطار التعاون بين سوريا وموريتانيا، وها هو اليوم يعود إليها بعد غياب دام أكثر من ربع قرن، وبين هذا وذاك تتنوع محطات الرجل القادم من حلب الشهباء إلى هذه الصحراء، في زمن كان الشعر والموسيقى هما أكثر ما يتعاطاه أهل هذه البلاد.
 
على غرار العديد من الأساتذة العرب في سبعينيات وستينيات القرن الماضي، وصل فريد حسن إلى نواكشوط ليصبح مدرساً في مدرسة تكوين المعلمين، إلا أن رحلة أخرى كانت في انتظاره برفقة شعراء وفنانين موريتانيين، جعلته واحداً من الذين تركوا بصمتهم في الموسيقى الموريتانية الحديثة.
 
عاد فريد حسن إلى موريتانيا فأيقظ ذكريات الكثير من أبناء جيله، ومن الشباب الذين عرفوا أغانيه للأطفال قبل عقود عبر أثير إذاعة موريتانيا، ولكن الماضي الجميل لفريد حسن في موريتانيا يغيب في سحابة الحاضر الحزين، فالحرب التي دمرت مدينته "حلب"، أوقفت مشاريعه التعليمية وشردت أسرته وتركته لاجئاً في بلجيكا.
 
بداية القصة
 
"لقد تغيرت نواكشوط كثيرا منذ آخر عهدي بها، فخمسة وعشرون عاما ليست بالمدة القصيرة"، هكذا يتحدث فريد حسن إلينا في باحة الفندق الذي يقيم فيه بحي تفرغ زينه بنواكشوط التي غادرها عام 1990.
 
بدأت قصة فريد حسن مع موريتانيا حينما وصلها كمدرس في 23 من مارس عام 1977، في إطار التعاون السوري الموريتاني؛ درس مادة علم النفس في المدرسة الوطنية لتكوين المعلمين حديثة النشأة آنذاك، إذ أن معظم الدارسين فيها خلال تلك الفترة من طلاب "المحاظر" التقليدية ويحتاجون لبعض التأطير للانخراط في التدريس النظامي.
 
تولى تدريس مواد أخرى بشكل تطوعي، كلما حدث نقص في مدرسيها، فدرس التاريخ والجغرافيا، بالإضافة إلى الموسيقى التي كان يقدم فيها دروسا في مدرسة تكوين المعلمين.
 
يقول فريد حسن إن الواجب حينها كان يفرض عليه تدريس مواد غير التي انتدب لها أصلا، للمساهمة في نهوض بلد عربي ناشئ، هو في أمس الحاجة للمساعدة من أشقائه، والاستفادة من تجاربهم وهم الذين سبقوه في مجال التحضر، لا في الحضارة، على حد تعبيره.
 
لأسباب عائلية اضطر فريد حسن لمغادرة موريتانيا عائداً إلى بلاده قرابة العام 1979، حيث تنقل بين سوريا وألمانيا، قبل العودة إلى نواكشوط.