نحن موريتانيا بلد مجتمعه متخلف؛ يسوده الجهل والفقر وثقافة القبلية وعلاقات التبعية والاتكالية واحتقار العمل اليدوي، ولقساوة محيطه الطبيعي ـ المحكوم بالجفاف والتصحر ـ أثر بالغ في تشكل مدنه وقراه وطرق التحصيل وسيطرة الجشع وحب الاقتناء على ذهنية وسلوك إنسانه أفرادا وجماعات.
سُجِّلَ في بلادنا خلال الخمسة عشرة سنة الأخيرة ما يزيد على 110 آلاف حادث سير، أدت في محصلتها إلى وفاة أكثر من ثلاثة آلاف شخص، وإصابة ما يزيد على 40 ألف شخص بجروح متفاوتة الخطورة.
بسم الله الرحمن الرحمن
رسالة إلي فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.
سيدى الرئيس
السلام عليكم .. بعد مايليق بمقامكم الكريم من تحية وتقدير أرفع إلي علمكم ما تعرضت له مجموعتنا من ظلم وإقصاء.
لا يختلف اثنان اليوم في موريتانيا، أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، يتمتع بشبه إجماع وطني، غير مسبوق في التاريخ الوطني، يؤهله للقيام بأي خطوة يراها مناسبة، لانتشال البلاد والعباد من الوضع المزري، الذي وجدها فيه، بعد عقد من الضياع والنهب واللاقانون واللامعيار، والذي حول البلاد إلى ريشة، تتقاذفها الفتن العرقية والفئوية والفقر و
الاستياء العميق من ما يحدث داخل حزب الاتحاد من أجل الجمهورية و عدم حديثه بحرارة عن صديقه ولد غزوانى و تجنب ذكر اسمه الشخصي،و تكرار عبارات مخالف قانونيا و دستوريا،أكدت عمق الهوة بين الرئيس الحالي و السابق، و جدية الخلاف !.
شكل "خطاب الثاني مارس" 2019، منعطفا جديداً في الأدبيات السياسية الموريتانية، منذُ نعومة رمل هذه الأرض، وإلى اليوم التي يتوق فيه كل عضو في نادي النخبة السياسية الموريتانية إلى تمييز دوره إعمالاً لحروفه ولخطاه.
يبدو أن الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز ما يزال وفياً لأسلوبه الإعلامي القديم، فالرجل الذي حكم موريتانيا طيلة السنوات العشر الماضية، كان فيها الناطق والمتحدث باسم نفسه، محتكراً دائرة الضوء رغم وجود مستشارين ووزراء مستعدين للعب هذا الدور.
انا لله و انا اليه راجعون! فجع الشعب المورتاني فجر اليوم الاحد كعادته بنبإ وفاة مواطنين مورتانيين ومهندسين متميزين هما الأخوين الرائعين محمد المختار ولد لمرابط (تتار) وخون ول محمد يسلم ول خونا.إثر حادث سير مروع حصل علي الطريق الرابط بين انواكشوط واكجوجت.
كثيرا ما تشكل ذكرى عيد الاستقلال الوطني بالنسبة للشعوب، فرصة للتوقف في المقطوع من الطريق نحو النماء والتقدم ومناسبة للتأمل في الأولويات واستشراف المستقبل..
ومن خلال نظرة عكسية في الزمن، يترآى لنا الماضي بحقبتيه الرئيسيتين المدنية والعسكرية.